والوجه الثّالث ؛ صرّفنا ـ بالتّشديد ـ قسّمنا ؛ قوله تعالى فى سورة الفرقان : (وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا)(١) يعنى : قسّمنا المطر بينهم عاما بعام (٢)(لِيَذَّكَّرُوا) : ليتّعظوا.
والوجه الرابع ؛ صرف : أى أمال ؛ قوله تعالى فى سورة براءة : (صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ)(٣) : أى أمال الله قلوبهم (٤).
والوجه الخامس ؛ صرف يعنى هزم ؛ قوله سبحانه فى سورة آل عمران : (ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ) يعنى : هزمكم ، وغلّبهم «عليكم» (٥)(لِيَبْتَلِيَكُمْ)(٦). [٦٦ / ظ]
والوجه السّادس ؛ التّصريف : التّلوين «والتّقليب» (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ)(٨) يعنى : تلوين الرّياح ، وتقليبها يمينا وشمالا ، عذابا ورحمة ، قبولا ودبورا (٩) ؛ مثلها فى سورة الجاثية : (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(١٠) يعنى : تقليب الرّيح.
والوجه السّابع ؛ الصّرف : الدّفع ؛ قوله تعالى : (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ)(١١) «أى ادفع» (١٢) ، وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (مَنْ يُصْرَفْ
__________________
(١) الآية الخمسون.
(٢) روى عن ابن عباس وابن مسعود : وأنه ليس عام بأكثر مطرا من عام ، ولكن الله يصرفه حيث يشاء ، فما زيد لبعض نقص من غيرهم. فهذا معنى التصريف ، (تفسير القرطبى ١٣ : ٥٧).
(٣) الآية / ١٢٧ ، وتسمى سورة التوبة.
(٤) يجوز أن يكون خبرا عن صرفها عن الخير مجازاة على فعلهم. وهى كلمة يدعى بها ؛ كقوله : «قاتلهم الله» (تفسير القرطبى ٨ : ٣٠٠) وبنحوه فى (مفردات الراغب : ٢٧٩).
(٥) سقط من ص ، ل ، وما أثبت عن م.
(٦) الآية / ١٥٢.
(٧) سقط من ص وما أثبت عن ل ، م.
(٨) الآية / ١٦٤.
(٩) قال العلماء : إذا بدت حركة الهواء من وراء القبلة وكانت ذاهبة إلى تجاه القبلة قيل لتلك الريح «الدبور» ، وإذا بدت حركة الهواء عن يمين القبلة ذاهبة إلى يسارها قيل لها : «ريح الجنوب» ، وإذا بدت حركة الهواء عن يسار القبلة ذاهبة إلى يمينها قيل لها : «ريح الشمال» ، فالدبور باردة رطبة ، والجنوب حارة رطبة ، والشمال باردة يابسة ، واختلاف طبائعها كاختلاف فصول السنة. (تفسير القرطبى ٢ : ١٩٩).
(١٠) الآية / ٥.
(١١) سورة الفرقان / ٦٥.
(١٢) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.