فذكر ابن خالويه فى عداد الشّيعة من أوهام ابن أبي طي بلا إشكال ، وإنما هو شافعىّ لديه نزعة تشيّع.
وأثر هذه النزعة تلمس فى آثاره كإكثاره من ذكر آل البيت ، ونقل كلامهم ، والنقل عنهم ـ مما يوهم تشيعه ـ ما هذا إلا من تأثره بشيوخه من الشّيعة ، ولا يلزم من المشيخة التّمذهب بمذهب الشيخ ، وابن خالويه متسامح فى نقله عن الشيوخ فتراه ينقل عن ابن المسبّحى ويقول (١) : «وكان كذابا» فى مواضع من مؤلفاته. ولم ينقل أخبارا تفرد بها ابن المسبحى فينقلها عنه على سبيل ندرتها للاستئناس بها فيكون له بعض العذر فى ذلك ، ولكنه ينقل عن ابن المسبحى ويردفه بقوله : ـ وكان كذابا ـ عن أبيه عن أبي حنيفة الدّينورى وينقل نصا من كتاب «النبات» وكان باستطاعته أن ينقل عن كتاب «النّبات» دون سند إليه وكذا فعل فى نقل نصوص كثيرة من كتب لم يسق إليها سندا.
وما ذكره ابن المسبّحيّ فى أسانيده وروايته عنه مع اقتناعه بكذبه إلا لأنه كان متسامحا فى النقل ، محبا فى الإكثار من ذكر الشيوخ والأسانيد ؛ لذلك لا يبالى أن يكون فى شيوخه كذاب كابن المسبحى هذا ، أو صاحب بدعة كابن الجبائى ، وبعض الشّيعة ، وكان من نتيجة هذا التّساهل أن رأينا أثر التشيع ظاهرا فى بعض رواياته ونقله وإن كان سنيا سلفيا (٢) شافعىّ الفروع.
وترجم له الشافعية فى طبقاتهم وعدوه فقيها شافعيا.
ذكره ابن الصلاح ، والأسنوى ، والسّبكى وقال (٣) : «وقد روى «مختصر
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) نقل ابن العديم فى بغية الطّلب : ٧٥٧ بسنده عنه قوله : كنت عند سيف الدّولة وعنده ابن بنت حامد فناظرنى على خلق القرآن فلما كان تلك الليلة نمت فأتانى آت فقال : لم لم تجتح عليه بأول القصص طسم تِلْكَ آياتُ (الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ ...) والتّلاوة لا تكون إلّا بالكلام.؟!.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى للسبكى : ٣ / ٢٩٦ ، وطبقات الشافعية للاسنوى : ١ / ٤٧٥.