المزنى» عن أبى بكر النيسابورى» و «مختصر المزنى» من قواعد المذهب الشّافعىّ وأركانه التى تقوم عليها مثل «مختصر الخرقى» عند الحنابلة ، و «مختصر القدورى» عند الأحناف ، و «مختصر خليل» عند المالكية. وهو أحد الكتب الخمسة المشهورة عندهم ، مؤلفه اسماعيل بن يحيى المزنى (ت ٢٦٤).
ونقل السّبكى عن ابن الصّلاح أنه حكى فى «إعراب ثلاثين سورة (١)» مذهب الشّافعى فى البسملة وكونها آية من أول كل سورة قال : والذى صح عندى وإليه أذهب مذهب الشافعى.
وتردد ذكر الشّافعى فى مؤلفاته من بين الأئمة الأربعة ، وذكره دون سواه فى إعراب القراءآت فى عدة مواضع (٢) ، وقارن بين مذهبه ومذهب أبي حنيفة في بعض المسائل الفقهية ، ووصف الأحناف ب «أهل العراق».
وابن خالويه ـ فى نظرى ـ عاش حياة غير مستقرة فى بداية أمره خرج من بلاد فارس إلى العراق ومنها إلى ميّفارقين وحمص ثم إلى حلب فأراد أن يلجأ إلى خليفة أو أمير تكون مجالسته شهرة له ، ويكون قربه منه محلّ فخره واعتزازه ، فوجد فى سيف الدّولة بغيته فهو الشاعر الأديب ، العالم ، الإمام ، الأمير ، المجاهد ، الشّجاع ، حامى ثغور الإسلام ، وسيف الدولة أمير عربىّ فخور بعروبته ، وهذا ما جعله يكون محلّ أعجاب إبي الطيب المتنبي المتحمس لهذا الانتماء أيضا ؛ لأنّه وجد فيه الانتماء العربي والشجاعة فى منازلة الروم ، فالعروبة والشجاعة محل تقدير أبي الطيب. وفيه من تكريم العلم والاهتمام بأهله ما يجعله محل إعجاب ابن خالويه.
ونظرا لانتماء ابن خالويه الفارسى وفقده النسب العربى عند أمير عربى فخور بهذا الانتماء ، ونظرا لحرص ابن خالويه على تصدر مجالس سيف الدولة دون منافس ؛
__________________
(١) إعراب ثلاثين سورة : ١٥.
(٢) تراجع الصفحات : ١ / ١٢ ، ٢٠٤ ، ٢٥١ ، ٢ / ٥٥ ، ١٤٣ ، ٤٠٨.