أقول : ـ وبالله التّوفيق ـ : لا يبعد أن تكون هذه النّسخة نسخت عن النّسخة المحفوظة فى مكتبة مراد ملا رقم (١٧٣٨) وهى مكتوبة بخطّ جميل متقن ـ إن شاء الله ـ لم أقرأها ، وهو مضبوط بالشّكل. قال ناسخها : فرغت من المقابله بها على النّسخة التى قرأتها على الشّيخ أبى العلاء ـ رحمهالله ـ وهذه النسخة مكتوبة سنة ٤٧٤ ه ناسخها عبد الغالب بن عبد الله بن عمرو.
ـ قال القفطىّ فى إنباه الرّواه : ١ / ٤٩ فى ترجمة أبى العلاء المعرى : «ولما كبر أبو العلاء ووصل إلى سن الطلب أخذ العربية عن قوم من بلده كبنى كوثر أو من يجرى مجراهم من أصحاب ابن خالويه وطبقته وقيّد اللّغة عن أصحاب ابن خالويه أيضا». وكان والد أبى العلاء من تلاميذ ابن خالويه.
ـ وقد فات الدّكتور البعلبكى الاطلاع على نسخة مراد ملّا المذكورة ، كما فاته الإشارة إلى نسخة الفاتح ذات الرقم (٥١٨٧) ... وغيرهما من النسخ ، وما اعتمد عليه من النّسخ فيه كفاية لاخراج نصّ سليم ، ولو أفاد من هذه النّسخ لكان أتم وأوفى.
ـ ولابن خالويه ـ رحمهالله ـ قراءة ورواية وتصحيح وتعليق على كتاب شيخه أبي عمر الزّاهد (العشرات) وقد دخلت تعليقاته فى صلب كتاب الشّيخ ؛ لأنّه من إملائه ، وهذه الزّيادات مبدوءة ب «قال ابن خالويه».
ـ هذا ما عرفته من تعليقه على مؤلفات العلماء السّابقين من شيوخه وغيرهم ، وفيها دلالة ظاهرة على اهتمامه بالكتب ، والاعتناء بروايتها وسماعها ، والتّعليق عليها ، واستدراك مافاتها ، ولعله دون هذه الملاحظات والاستدراكات العابرة أثناء المطالعة زمن الطّلب عند قراءة هذه الكتب ، فهي بدايات جيّدة للجمع والتّأليف ، وبعدها أخذ فى تأليف الكتب ، فكانت هذه الثّروة العلمية المباركة التى عرفت منها قدرا صالحا يمثل صورة صادقة لتكوينه الفكرىّ ، وتحصيله العلمى ، وذكائه ، وقدرته على المناقشة والإبداع.
وإليك مؤلّفاته بشىء من التّفصيل حسب الاستطاعة :