وكان أبو عمرو والكسائى رضي الله عنهما نحويين. وكان عاصم أفصح بيانا. كان إذا تكلّم يكاد تدخله خيلاء (١). وكان مرض سنتين فلمّا نقه (٢) من علته قام فما أخطأ حرفا.
قال أبو عبد الله ـ رحمهالله ـ : وحدّثنى أبو بكر بن مجاهد ـ رحمهالله ـ قال : حدّثنا ابن شاكر ، قال : حدّثنى يحيى بن آدم ، عن أبى بكر بن عيّاش ، عن عاصم ، أنه كان يقرأ بالهمز والمدّ والقراءة الشّديدة ، وكان لا يرى الإمالة والإدغام ، وكانت قراءة حمزة بهما.
وذهب حمزة ـ كما حدّثنى به ابن مجاهد ـ قال : حدّثنا عبد الله بن محمد قال : حدّثنا منصور بن أبى مزاحم ، قال : حدّثنا سليمان بن أرقم عن الزّهري عن سالم عن أبيه قال : «نزل القرآن بالتّحقيق».
قال : حدّثنا البزّىّ قال : حدّثنا أبو حذيفة / عن شبل عن ابن أبى بحر عن مجاهد فى قوله (٣) : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال : ترسّل فيه ترسّلا.
قال : وحدّثنا عبّاس الدّوريّ ، قال : حدّثنا إسحاق بن منصور قال :
__________________
(١) جاء فى معرفة القرّاء : ١ / ٩٠ «وقال يحيى بن آدم : حدّثنا حسن بن صالح ، قال : ما رأيت أحدا قط كان أفصح من عاصم بن أبى النجّود ، إذا تكلم كاد يدخله خيلاء».
(٢) نقه : شفي من مرضه ، جاء فى الصّحاح للجوهرى : ٦ / ٢٢٥٣ (نقه) «نقه من مرضه ـ بالكسر ـ نقها مثل تعب تعبا ، وكذلك نقه نقوها مثل كلح كلوحا فهو ناقة : إذا صحّ وهو عقب علته ، والجمع : نقّه ، وأنقهه الله ...».
(٣) سورة المزمّل : آية : ٤. ولم يرد تفسير هذه الآية فى تفسير مجاهد ، وينظر : تفسير الطبرى : ٢٩ / ١٢٧ ، وفضائل القرآن لأبى عبيد : ٨٨ (رسالة).