المبحث الأوّل
مرويّات عقبة بن سمعان عرض ودراسة
أهمّية الشاهد التاريخي :
كان عقبة بن سمعان ممّن شاهد وسمع وشارك في الثورة الحسينية منذانطلاقها فقد روي عنه قوله : «صحبت حسيناً ، فخرجت معه من المدينة إلى مكّة ومن مكّة إلى العراق ، ولم أفارقه حتّى قتل» (١) ، وهذا النصّ التاريخي يؤكّد الحركة الفعلية لعقبة بن سمعان وقربه الفعلي من الأحداث القولية والفعلية والتقريرية ، وهذا ما جعل الباحثين يولون أهمّية لمرويّاته لأنّه شاهد عيان لكلّ الأحداث ، مع الأخذ بنظر الاعتبار المرجّحات الخاصّة من العدالة والوثاقة والمواقف التي سوف تعرفها من سيرته بعد الواقعة أيضاً.
كانت منهجية الطبري (ت٣١٠ هـ) فيما يتعلّق بأحداث التاريخ الإسلامي إيراد كافّة الأخبار المتعلّقة بالحدث من مصادرها المختلفة(٢) ، وعلى هذا المنهج تكون المقارنة والتحقيق في هذه الروايات لمعرفة الصحيح منها والسقيم وفق المنهج العقلي السليم وبالتحليل والاستنتاج.
إنّ عقبة بن سمعان هو الشاهد الذي عاش في قلب الأحداث فرواها
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤١٣.
(٢) علم التاريخ ومناهج المؤرّخين في علم التاريخ نشأةً وتدويناً ونقداً وفلسفة ومناهج كبارمؤرّخي الإسلام : ١٨٥.