عليهم) مااختلف الليل والنهار بحسب ما حملَته عنهم إلينا السفرة الأبرار من المشايخ الكبار (قدّس الله أرواحهم وجعل الفردوس ضريحهم والعرش ضراحهم) ، مصرّحاً باسم الكتاب الذي أنقل عنه والرواية التي وردت فيه إجمالاً ، وحيث إنّي جعلتها تذكرة لي ووسيلة أستعين بها إن وفّقني الله تعالى على عملي ، التزمت فيها بذكر الأحسن فالأحسن من الأدعية الشريفة المقدّسة الواردة في تلك المقامات لضيق الوقت غالباً عن أقلّها ، فضلاً عن كلّها ، وتقاعد الهمم عن اليسير منها ، فضلاً عن كثيرها ، إلا النادر الفارد والواحد من الناس بعد الواحد ممّن سلك الطريق بمساعدة التوفيق جعلنا الله منهم بمنّه وفضله ، على أنّ من المعلوم البديهي أنّ الاختيار لنا والتفويض إلينا في مثل هذه الموارد ، إذ قد يرد في مورد واحد كقنوت الوتر مثلاً عشرة أدعية مطوّلة أو أزيد كلّ واحدة منها لإمام منهم عليهمالسلام والمكلّف بالخيار فيها لعدم ورود دليل على استحباب جميعها ، خصوصاً مع إستلزامه لفوات كثير من المهمّات بل ما هو أهمّ ، وهذا باب واسع في مسألة تزاحم المستحبّات وفيه تحقيق أنيق ليس هذامقامه.
وبالجملة :
فقد انتخبت في هذه الوجيزة لكلّ مقام يشتمل على عدّة من الأدعية الواردة التي اشتملت عليها الكتب المطوّلة المعتبرة ما هو الأعلى والأشرف متناًومضموناً ، الأصحّ الأقوى سنداً ووروداً ، نعم ، قد يرجّح عندي قوّة المتن وعلوّ المضمون على قوّة السند وصحّة الورود مع ضعف المتن وركاكته ولا يخفى وجهه في أغلب المقامات خصوصاً في المستحبّات خصوصاً في باب الأدعية والأذكار فافهم ، على أنّ الغالب كون صحّة السند ملازمة لعلوّ المتن ومتانته كما لا يخفى.