رجلاً قال : إنّي لاأقوى على الصلاة بالليل قال : لا تعصي الله بالنهار» (١).
الفصل الثالث
فيما يبعث على الانتباه بصلاة الليل وفيما يعمل
لإدراك ذلك الوقت الشريف
واعلم إنّه من كان له أدنى يقظة وانتباه في معرفة الله لم يحتج إلى عمل يوقظه إلى الوقوف بين يدي مولاه ، بل كان له من نفسه باعث ومحرّك على نيل هذا الرتب يغنيه عن التوسّل إلى ذلك بواسطة أو سبب ، وإن تكاسل عن ذلك فليحرّك همّته ويقوّي عزمه بمثل قول الباقر عليهالسلام كما عن المحاسن(٢) بسند معتبر قال : «إن للّيل شيطاناً يقال له الزهاء فإذا استيقظ العبدوأراد القيام إلى الصلاة قال له : ليست ساعتك ثمّ يستيقظ مرّة أخرى فيقول له : لم يأن ، فما يزال كذلك يزيله ويجلسه (٣) حتّى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر بال في أذنه ثمّ انصاع(٤) يمصع بذَنَبِه فخراً ويصيح».
وأقول : ما أحسن في هذا الباب للمتأمّل فيه وكان له أقلّ نصيب من الأيمان قول الصادق عليهالسلام كما عن أعلام الدين(٥) للديلمي أنّه قال : «كان فيما أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى يا موسى كذب من زعم أنّه
__________________
(١) التوحيد : ٩٧ ، باب ٥ (معنى التوحيد والعدل) ح ٢.
(٢) المحاسن ١ / ٨٦ باب عقاب من ترك صلاة الليل.
(٣) في المحاسن : يزيله ويحبسه.
(٤) انصاع : انفتل راجعاً مسرعاً. ومصعت الدابّة بذنبها : حركته وضربت به.
(٥) أعلام الدين للديلمي ، عن بحار الأنوار ٨٤ / ١٧٢ ، ح ٥ ، باب أصناف الناس في القيام عن فرشهم ، ونحوه في أمالي الصدوق : ٢٥٧.