للرباب ، وكان يتولّى خدمة أفراس الإمام الحسين عليهالسلام وتقديمها له ، ولما استشهد الإمام عليهالسلام فرّ على فرس فأخذه أهل الكوفة ثمّ أُطلق سراحه وجعل يروي أخبار الأحداث التاريخية كما حدثت ومنه أخذت أخبارها(١) ، وفيه تأمّل ونظر ، فقد روى الضحّاك المشرقي وغيره أخبار الواقعة ، ويستبعد فراره من المعركة لعدم الاتّفاق على ذلك فقد ورد ما يخالف ذلك ، ولكن الاتفاق على فرار الضحّاك ونجاته حاصل بهذه الطريقة.
أمّا ورود اسمه في الزيارة الرجبية وليلة النصف من شعبان لا يدلّ على استشهاده ويدلّ على صحبته وحسن حاله ، لذا ما ذكره السيّد الخوئي والشيخ علي النمازي في المستدركات لا دليل عليه (٢) ، بل الدليل على عدم شهادته في المعركة لوجود روايات تصف الأحداث وفيها ردود على ما نقل من أحداث الواقعة ، وعقبة بن سمعان يبدو من حاله أنّه كان موضع سرّ الإمام عليهالسلام فقد ناداه الإمام عندما لقي الحرّ بن يزيد الرياحي في منطقة ذي حسم(٣) بقوله : «يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين الذين فيهما كتبهم»(٤) وفي الخرجين كتب مرسلة تشير للبيعة للإمام وتعجيل بالمجيء إلى الكوفة فيها أسماء شخصيّات من أهل الكوفة ، وقد نفى الحرّ معرفته بهذه الكتب (٥) وقال : «إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك»(٦) ، ويبدو من هذه النصوص
__________________
(١) الإمام الحسين في المدينة المنورة ورحلته إلى مكّة المكرّمة ١ / ٤١٠.
(٢) الإمام الحسين عليهالسلام ١ / ٤١١.
(٣) ذو حسم بضمّ أوّله وثانيه : واد بنجد ، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ٢/٤٤٦.
(٤) تاريخ الطبري ٥ / ٤٠٢.
(٥) المصدر السابق ٥ / ٤٠٢.
(٦) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ٢ / ٨٠.