التاريخية أنّ الرسائل كانت محفوظة في خرجين عند عقبة بن سمعان أو أنّ عقبة هو الأمين عليها وهو الذي يعتني بشؤون الإمام عليهالسلام.
المرويّات التاريخية لعقبة بن سمعان في كتاب الطبري :
نقل الطبري في تاريخه روايات عقبة بن سمعان عن عبد الرحمن بن جندب بلفظ (حدّثني عقبة بن سمعان) وفيه دلالة على نجاته من المعركة فهو يروي أخبار المعركة ، وربّما ذكر أكثر ممّا ذكره الطبري في تاريخه للمنهج الذي اتخذه في تاريخه بتنويع مصادر الأخبار عنده.
ذكر الطبري روايات عقبة وكأنّها ترسم الأحداث رسماً ، فالرواية التي قدّمها الطبري تصف كيفية الخروج من المدينة المنوّرة إلى مكّة بلا خوف أوتردّد مع سلوك الطريق العامّ ولم يغيّر طريقه خوفاً من الطلب ، وقد قيل له في ذلك ، قال : لا أفارقه ، والرواية منقولة بواسطة عبد الرحمن بن جندب (١) ، قال : «حدّثني عقبة بن سمعان مولى الرباب ابنة امرئ القيس الكلبية امرأة حسين عليهالسلام وكانت مع سكينة ابنة حسين وهو مولى لأبيها وهي إذ ذاك صغيرة ، قال : خرجنا فلزمنا الطريق الأعظم ، فقال للحسين أهل بيته : لوتنكّبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير لا يلحقك الطلب ، قال : لا ، والله لاأفارقه حتّى يقضي الله ما هو أحبّ إليه ، قال : فاستقبلنا عبد الله ابن مطيع فقال للحسين : جعلت فداك! أين تريد؟ ، قال : أمّا الآن فإنّي أريد مكّة ... الخ»(٢).
__________________
(١) ذكره ابن حبّان في الثقات ، تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي : ٦٦٤.
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٣٥١.