هذا النصّ يعطي صورة عن الخروج من المدينة في ظلّ ظروف صعبة للغاية ، فابن الزبير لم يبايع ولكن خروجه ليس على الطريق العامّ وذلك للخوف من عيون الأمويّين ، ولكن خروج الإمام الحسين عليهالسلام كان على الطريق العامّ ليعلن عدم بيعته ليزيد ، وتستمرّ الرواية ببيان الوصول إلى مكّة واجتماع ابن الزبير به ورؤيته التفاف الناس حول الإمام الحسين عليهالسلام وتعظيمه أشدّ التعظيم وهم لا يعدلون به أحداً.
وتبيّن الرواية علم أهل الكوفة بامتناع الإمام الحسين عليهالسلام وعبد الله بن الزبير من مبايعة يزيد ، وتصف مكاتبتهم للإمام ، وتنتهي الرواية بعبارة : «وعليهم (الكوفة) النعمان بن بشير»(١).
هذه الرواية التاريخية بمجموعها تصف وضع الناس في مكّة ومكاتبة بعض أهل الكوفة مع ذكر اسم الوالي في تلك الأحوال المضطربة.
وممّن روى عن عقبة بن سمعان أحداث واقعة الطفّ الحارث بن كعب الوالبي ونقلها الطبري في تاريخه ، والرواية تبدأ : «أنّ حسيناً عليهالسلام لمّا أجمع المسير إلى الكوفة أتاه عبد الله بن عبّاس فقال : يا ابن عمّ .. الخ»(٢) ، تصف هذه الرواية الأحداث الواقعة في مكّة وتبيّن إصرار الإمام الحسين عليهالسلام على الثورة وبيان مظالم الحكم على المسلمين ، وفيها بيان الأوضاع السياسية وعدم الرغبة المتوافرة في صفوف الشخصيّات القيادية لتولّي يزيد الخلافة ، ولكن تبدو من المحاولات المعروضة على الإمام الحسين عليهالسلام لمنعه من الذهاب إلى العراق أنّ قوّة الدولة ما زالت هي
__________________
(١) المصدر السابق ٥ / ٣٨٣.
(٢) المصدر السابق ٥ / ٣٨٢.