المبحث الثاني
مرويّات الضحّاك بن عبد الله المشرقي
عرض ودراسة
يمكن الاعتماد على ما رواه الضحّاك ونقله الطبري لأنّه من شهود المعركة ، والضحّاك له قصّة مع الإمام الحسين عليهالسلام هي غريبة من نوعها ، وربّمالم تتضح معالمها لأوّل وهلة ، فقد عقد اتفاقاً مع الإمام بالانسحاب في آخر لحظة وهو ما ذكره في إحدى رواياته ، فقد تحدّث الضحّاك عن هذا الاتّفاق ، ولكن لم نعرف الأسباب التي دعته إلى عقد مثل هذا الاتّفاق ، قال الضحّاك : «قلت له : يا بن رسول الله قد علمت ما كان بيني وبينك ، قلت لك : أُقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً ، فإذا لم أر مقاتلاً فأنا في حلٍّ من الإنصراف ...»(١).
إنّ المشرقي له مرويّات رواها الطبري في تاريخه ، ومن أهمّها الخطبة التي خطبها الإمام الحسين عليهالسلام وهي فيما يبدو الخطبة الأولى المنتهية بنزوله عن راحلته التي عقلها عقبة بن سمعان(٢) ، تمتاز رواياته بالوصف الدقيق للمعركة وذكر الأعداد ووصف للحالة النفسية التي تسود في جوّ المعركة وما قبلها ، فقد وصف لنا ليلة العاشر من المحرّم وصفاً
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٤٤.
(٢) أبصار العين : ٣٩.