الإمام الحسين عليهالسلام لمّا سمعه يقرأ قوله تعالى : (مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ)(١) ، قال : «نحن وربِّ الكعبة الطيّبون ، مُيزّنا منكم»(٢) وهذا الرجل هو أبو حرب السبيعي عبد الله ابن شهر وعرفه الضحّاك وكان مع برير بن حضير (خضير) فردّ عليه برير بقوله : «يا فاسق ، أنت يجعلك الله في الطيّبين»(٣) ، ولمّا سمع أبو حرب هذا الكلام من برير لم يجبه إلاّ بقوله : «هلكت والله يا برير»(٤) ، فإمّا أنّه قد عرف قدركلام برير أو أنّه لم يكن يتوقّع من أنّ الرادّ عليه مثل برير في علمه وتقواه الذي لا ينكره من كان في الجيش من المعسكرين.
وما ذكرته هذه الرواية أخذ شهرة واسعة من ناحية اختلافهم في عدد أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام ، فقد حدّدت هذه الرواية العدد الذي كان في قلب المعركة ، فجاء فيها : «وكان معه إثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً»(٥).
ثم إنّ الرواية تصف وضع الترتيب النهائي لجيش الإمام الحسين عليهالسلام على قلّته ، فقد كان في الميمنة زهير بن القين ، والميسرة عليها حبيب بن مظاهرالأسدي ، وكانت رايته مع أخيه العبّاس عليهالسلام ، ولقلّة الجيش أضرم النار خلف جيشه ، والرواية تتحدّث عن حفر خندق حولهم وهو بالأصل منخفض يشبه الساقية والحفر قد تمّ بالليل وفي وقت من أوقاته (٦).
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ١٧٩.
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٤٢١.
(٣) المصدر السابق ٥ / ٤٢٢.
(٤) المصدر السابق ٥ / ٤٢٢.
(٥) المصدر السابق ٥ / ٤٢١.
(٦) المصدر السابق ٥ / ٤٢٢.