المعركة منذ البداية والرجوع مع صاحبه الذي رافقه واعتذر عن المشاركة ، وأمّاالاحتمال الثاني : وذلك لأجل الديون ، فإنّ شهادته وهو يقاتل في ساحة المعركة أعظم من إيفاء الديون التي يمكن أن يتجاوزها من يعرف بشهادته مع الإمام الحسين عليهالسلام ، فالأقرب للصحّة أنّه وسيلة إعلامية لنشر الأحداث الواقعية للثورة الحسينية ، وسير الأحداث دالّة على ذلك في إعداده الفرس بعدأن عقرت الخيل وإخفائه في إحدى الخيم ، ثمّ إشارة الإمام الحسين عليهالسلام له بالإنصراف فيها دلالة أخرى على ذلك.
لقد روى الطبري في تاريخه ستّ روايات للمشرقي ، كانت الأولى بسندأبي مخنف حدّثه عبد الله بن عاصم الفائشي عن الضحّاك بن عبد الله المشرقي ، ويوضّح الطبري أنّ لقب المشرقي هو بطن من قبيلة همدان.
المرويّات التاريخية للضحّاك بن عبدالله المشرقي في كتاب الطبري :
أوّلاً : نصّ الرواية الأولى يحتوي على جملة : «أنّ الحسين بن عليّ عليهالسلام جمع أصحابه»(١).
ويبدو من الرواية التي تليها أنّ الجمع لأصحابه كان في المساء ليوم التاسع وليلة اليوم العاشر من المحرّم سنة ٦١هـ ، وهذه الرواية فيها تفصيل مرويّ عن الإمام زين العابدين عليهالسلام وفيها السماح لأصحابه وأهل بيته بالإنصراف ، وممّا يؤيّد أنّها في ليلة العاشر قوله عليهالسلام : «ألا وإني أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ... الخ»(٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤١٨.
(٢) المصدر السابق ٥ / ٤١٨.