والطبري روى الطريق الأوّل عن الضحّاك والآخر عن الإمام زين العابدين عليهالسلام ، ولم يذكر لنا تفصيلات رواية الضحّاك وربّما كانت متطابقة.
ثانياً : نصّ الرواية الثانية : وهي مرويّة بنفس السند السابق وتبيّن كيفية وصول الضحّاك مع صديق له اسمه مالك بن النضر الأرحبيّ للقاء الإمام عليهالسلام ، ويحتمل أن اللقاء تمّ في الطريق إلى كربلاء أو في كربلاء نفسها قبل يومين أو يوم واحد من المعركة كما تدلّ على ذلك روايات الضحّاك.
قال الضحّاك : «قدمت ومالك بن النضر الأرحبي على الحسين ، فسلّمنا عليه ثمّ جلسنا إليه فردّ علينا ورحّب بنا وسألنا عمّا جئنا به ، فقلنا : جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية ، ونحدث بك عهداً ، ونخبرك خبر الناس ، وإنّا نحدّثك أنّهم قد جمعوا على حربك فَرَ رأيك ، فقال الحسين عليهالسلام : حسبي الله ونعم الوكيل! قال : فتذمّمنا وسلّمنا عليه ودعونا الله له ، قال : فما يمنعكما من نصرتي؟ فقال مالك ابن النضر : عليّ دين ، ولي عيال ، فقلت له : إنّ عليّ ديناً وإنّ لي لعيالاً ، ولكنّك إن جعلتني في حلٍّ من الإنصراف إذا لم أجد مقاتلاً ، قاتلت عنك ما كان لك نافعاً ، وعنك دافعاً! قال : قال : فأنت في حلٍّ ، فأقمت معه ، فلمّا كان الليل قال : هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ثم ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، تفرّقوافي سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله ، فإنّ القوم إنّما يطلبوني ، ولو قدأصابوني لهوا عن طلب غيري ، فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر : لِمَ نفعل ، لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً ، بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليٍّ ، ثمّ إنّهم تكلّموا بهذا ونحوه فقال الحسين عليهالسلام : يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم ، قالوا : فما يقول الناس!يقولون إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم