معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا ، لا والله لا نفعل ، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ، ونقاتل معك حتّى نرد موردك ، فقبّح الله العيش بعدك»(١).
ثالثاً : نصّ الرواية الثالثة : وهي الرواية التي تتحدّث عن موقف الأصحاب من العرض الذي قدّمه الإمام الحسين عليهالسلام بالسماح لأهل بيته وأصحابه بالانصراف والخلاص من القتل ، هذه الرواية تحمل نفس السند السابق مع خلوّها من لقب الفائشي المتحدّث عن الضحّاك المشرقي ، ونصّها : «قال : فقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال : أنحن نخلّي عنك ولمانُعذِر إلى الله في أداء حقِّك! أما والله حتّى أكسر في صدورهم رمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولا أفارقك ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتّى أموت معك ، قال : وقال سعيدبن عبد الله الحنفي : والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا حفظنا غيبة رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فيك ، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيا ثمّ أحرق حيّاً ثمّ أذر ، يفعل بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك! وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً. قال : وقال زهير بن القين : والله لوددت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل كذا ألف قتلة ، وإنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك ، قال : وتكلّم جماعة من أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً في وجه واحدفقالوا : والله لا نفارقك ولكن أنفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهناوأيدينا فإذا نحن قتلنا كنّا
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤١٨.