وفينا وقضينا ما علينا»(١).
رابعاً : نصّ الرواية الرابعة وهي الرواية المروية بنفس السند ، وهي تصف ليلة العاشر من المحرّم وعمل أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام في ليلتهم وهم قيام يصلّون ويستغفرون ويقرأون القرآن ، والرواية تصف أيضاً بعض أعمال جيش عمر بن سعد ومرور الخيل على معسكر الإمام الحسين عليهالسلاملإشاعة الرعب والخوف في صفوف جيش الإمام الحسين عليهالسلام ، وفيها دلالة على ضخامة الجيش المحيط بمعسكر الإمام الحسين عليهالسلام ، وكان بعض جنودجيش عمر بن سعد يسمع تلاوة الإمام عليهالسلام للقرآن بحيث أنّ أحدهم سمع بعض الآيات القرآنية وردّ عليها والرادّ هو أبو حرب السبيعي عبد الله ابن شهر في رواية الطبري ، ولكن الشيخ المفيد ذكره في الإرشاد باسم عبد الله بن سمير فقد نقل رواية الضحّاك بقوله : «قال الضحّاك بن عبد الله ومرّ بناخيل لابن سعد تحرسنا وأنّ حسيناً عليهالسلام ليقرأ .. الخ» ويبدو أنّها مختصرة عن الطبري إلاّ في اختلاف الرادّ على الإمام الحسين عليهالسلام(٢).
أمّا النصّ عن الطبري فهو : «قال : فلمّا أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون ، قال : فتمرّ بنا خيل لهم تحرسنا ، وأنّ حسيناً ليقرأ : (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَالْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ)(٣) ، فسمعهارجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا ، فقال : نحن وربِّ الكعبة
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٢٠.
(٢) الإرشاد : ٢٣٣.
(٣) سورة آل عمران : ٣ / ١٧٨ ـ ١٧٩.