نعم ، ناج بمحبّتنا ، فقلت له : الشيخ محمّد حسين الاصفهاني ناج ؟ فقال صلىاللهعليهوآله : إنّه قد ورد على الله فأعطاه كل ما أراد. انتهى. والله العالم بالمبدء والمعاد.
وحدّثني بعض الموثّقين في نقله وروايته ، عن الرجل الصالح بوّاب الروضة الشريفة الغرويّة ـ على ساكنها آلاف السلام والتحيّة ـ أنّه قال : «كان المرحوم الشيخ محمّد حسين أوان تشرّفه هناك غالبا آخر خارج من الروضة الشريفة في اللّيالي وأوّل داخل عند فتح الباب في السحر. فخرج ليلا وخرجت وسددت الابواب ، فلمّا رجعت سحرا لفتح الباب سمعت حسّا وصوتا ومحادثة من داخل الروضة ، وكأنّه رجلان يتكلّمان أو يتحادثان ، فخفت أن يكون قد دخل في الروضة بعض اللّصوص لسرقة الاموال والفصوص ، فأسرعت في فتح الباب ، فلمّا دخلت رأيت المرحوم الشيخ محمّد حسين واقفا قبال الضريح المطهّر والمشهد المنوّر ، فعجبت من سبق حضوره إلى الحضرة قبل فتح الباب ، وتحيرت من مشاهدة هذا العجب العجاب وسألته ـ رحمهالله ـ عن حقيقه الحال ، وعن الرجل الذي يحادثه ويتكلّم معه في تلك الأحوال ، فأشار إليّ ـ رحمهالله تعالى ـ بالسكوت ، وحلّفنى بترك إظهار ذلك لأحد ما دام هو في الحياة ، والله أعلم. انتهى.
ولمّا كان وفاته ـ رحمهالله ـ في عشر العاشور أرخ بعض الشعراء تاريخ وفاته بهذا المصرع :
«با حسين شهيد شد محشور»
وقد قلت أنا في تاريخ وفاته ـ رحمهالله تعالى ـ : «ثلم الاسلام ثلمة.»
ولمّا أتاني نعي وفاته وانقضاء أيامه الجميلة رثيتها أنا بقصيدة طويلة أحببت أن أدرج بعضها في هذا الكتاب الشريف مع ما فيها من التزييف. مطلعها :
يا عين جودي بحمر الدمع مدرارا |
|
واذكر مساكن من تهويه والدارا |
منازل عطلت من أهلها وخلت |
|
واستوحشت بعد ما كانوا لها جارا |
بالله سل مدمع الباكي هل ارتحلوا |
|
أم هل بقي عنهم في الربع آثارا |