ومنها :
لم أنس إذ زارني واللّيل معتكر |
|
أفديه من زائر جنح الدجى زارا |
ثمّ استهلّ دموع العين من جزع |
|
وظلّ دمعا على الخدين مدرارا |
كادت تأجّج نيران الغرام به |
|
ثأرا تضرّم في الاحشاء سعّارا |
وظلّ ينثر في ورد الخد ودأسا |
|
لئالي الدمع مقلالا ومكثارا |
وصاح صبرا فانّ القوم قد ظعنوا |
|
يا بعدها منزلا ساروا وأسفارا |
ومنها في الرثاء :
لهفي على جيرة جار الزمان بهم |
|
وأضرموا في الحشا من هجرهم نارا |
لهفي على قمر قد غاب عن نظري |
|
من قبل أن تكتمل للوصل مضمارا |
كنا وكانوا جميعا في هوى وتقى |
|
عونا على الدهر ايرادا وإصدارا |
حتى رمثنا صروف الدهر من عجل |
|
وفرقنا بدوح الارض أشطارا |
قد كنت أرجو فدتك النفس يا أملي |
|
أن يستدان لنا الايّام أعصارا |
لكن قضايا قضاء الله غالبة |
|
وليس بعد قضاء الله إنكارا |
ومنها :
قد حاز من دوحة العلياء أزهرها |
|
روضا وأرفعها شأنا ومقدارا |
ما كان بدرا ولكن يستضاء به |
|
ما كان بحرا ولكن كان ذخّارا |
وكان أوسعنا حلما وأصبرنا |
|
على الحوادث ايسارا وإعسارا |
وكل نبت نما من معشّب حسن |
|
يكون أقصرها عيشا وأعمارا |
ورثيته أيضا بقصيدة طويلة اخرى أردت أن اثبت بعضها في ذلك وإن كنت غير سالك في تلك المسالك. مطلعها :
هل جاد صبّ بالهوى فأجودا |
|
أم زاد عن لوم العدى فأذودا |
أم هل أفاق من الصبابة عاشق |
|
فأفيق أم هل استطاع جحودا |
أم هل سمعت بعاشق ذاق الهوى |
|
فأطاع عاذله وخان عهودا |