أم هل رأيت متيّما خاف الردى |
|
في وصل من يهوى فرام صدودا |
||
ما كنت اول من تصدّر للهوى |
|
ذاق النوى دهرا ومات شهيدا |
||
تبدو على كلّ الامور نقيصة |
|
والحبّ يوما بعد يوم يزيدا |
||
أترى الصبا عيب الفتى بالله أم |
|
ذمّ الصبابة في الورى محمودا |
||
كيف التستر والوشاة على الهوى |
|
وجدي وكدّي والسقام شهودا |
||
وغرير دمع في الهوى يهريقها |
|
نار تأجّج في الكلى وسهودا |
||
ومنها في الحماسة :
لله أيّام الصبا إذ كان لي |
|
نجم المسرّة بازغا مسعودا |
ويهزني سكر الشباب كأنّني |
|
غصن يميل به الصبا ويعيدا |
يا دهر كفّ فانّ من عاديته |
|
شمس العداوة لا يخاف عنيدا |
ودع التحاول لمن تذلل من غدا |
|
قد نال عزّا ما عليه مزيدا |
من مبلغ العلياء عنّي إنّني |
|
أحمي حماها قائما وقعودا |
وأنا رضيع لبانها وحليفها |
|
عند الهزاهز مصدرا وورودا |
والمجد ما رفعت لمجد راية |
|
إلا أخذت زمامها المعقودا |
والعين شاخصة إلى عليائه |
|
شزرا إذا ما النّاس عند رقودا |
فلربّ داهية رفعت قناعها |
|
ومعاضل كشفتها وعقودا |
كم طارق غرثى كشفت كروبه |
|
وبذلت فيه طارقا وتليدا |
ومخوف صرف الزمان أجرته |
|
وصرفته رطب اللّسان حميدا |
وبدا غصون المجد منّي مورقا |
|
بيد تمدّ إلى الفخار مديدا |
لو أخلد الشرف الفتى لرأيت لي |
|
في الدهر ما دام السّماء خلودا |
لكنّ من غير الزّمان وصرفه |
|
لم ينج مذموما ولا محمودا |
كرّ الحوادث والشهور لحادث |
|
لا والد يبقى ولا مولودا |
وأرى المنايا والمنى أثر الفتى |
|
يتسابقان وما لهنّ مدودا |