سبحانه بذكر الإناث جبرا لهنّ لأجل استثقال الوالدين لمكانهنّ ، وقيل : ـ وهو أحسن ـ إنما قد قدمهنّ لأنّ سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان ، فإنّ الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء ، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان.
وعندي وجه آخر ـ والكلام لابن القيم ـ وهو أنه سبحانه قدّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهنّ ، أي : هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر ، وتأمل كيف نكّر الله الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير بالتعريف فإنّ التعريف تنويه. [أحكام المولود لابن القيم]
(التناسب في المعنى)
س ٤٠٥ : قال تعالى : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) [طه : ١١٨ ، ١١٩]
كيف قابل الجوع بالعري ، والظمأ بالضحى؟
ج ٤٠٥ : يقول ابن القيم في فوائده : الداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى الفصاحة والجلالة ، لأن الجوع ألم الباطن والعري ألم الظاهر ، فهما متناسبان في المعنى ، وكذلك الظمأ مع الضحى ، لأن الظمأ موجب لحرارة الباطن ، والضحى موجب لحرارة الظاهر فاقتضت الآية نفي جميع الآفات ظاهرا وباطنا. [الفوائد لابن القيم]