بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمّد وآله الطّاهرين
(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)
وبعد ، فقد صدق الله وعده إذ قال : (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ). (١)
كان القرآن منذ أوّل يومه ولا يزال موضع عناية ذوي الأحلام الراجحة والنفوس الطيّبة من علماء ونبهاء ملأت بهم الآفاق. كما كان مطمح غواية ذوي الأحقاد الرديئة والأنفس الخبيثة ، لم ترعهم شاكلة القرآن الوضيئة ، فطفقوا يناوءونه في محاولة مستمرّة لغرض الحطّ من كرامته الرفيعة أو النقص من دعائمه القويمة وهيهات (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ). (٢)
وكان من مضاعفات تلكم المحاولات الفاشلة أن تراكمت هناك (في غياهب التيه) شبهات هي ظلمات بعضها فوق بعض (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ). (٣)
__________________
(١) فصّلت ٤١ : ٤١ ـ ٤٢.
(٢) التوبة ٩ : ٣٢.
(٣) النور ٢٤ : ٤٠.