به الاطلاقات الأربعة التى أطلقنا بها القرآن الكريم : يصح أن نطلق الهمزية على القوة الشاعرة لذلك الرجل باعتبار اتجاهها إلى هذا النظم الخاص ، الذى تمثّل فى نفسه من قبل أن ياخذ صورة اللفظ والنقش ويصح أن نطلقها على هذا النظم الخاص ، الذى تمثل فى نفسه من قبل أن يظهر بمظهر الألفاظ والنقوش كذلك. ويصح أن نطلقها على هذا النظم بعد أن تمثّل أصواتا ملفوظة وحروفا موزونة. ويصح أن نطلقها على هذا النظم متمثلا فى صورته المرسومة ، ونقوشه المكتوبة.
القرآن عند الأصوليين والفقهاء وعلماء العربية
أظننى قد أطلت عليك ولكن المقام دقيق وخطير ، فلا تضق ذرعا بهذا التطويل والتمثيل ، ثم استمع لما وعدتك إياه من بيان معنى القرآن على أنه اللفظ المنزل على النبى صلىاللهعليهوسلم من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس.
هذا الاطلاق كما علمت ـ ينسب إلى علماء الأصول والفقه واللغة العربية. ويوافقهم عليه المتكلمون أيضا. غير أن هؤلاء الذين أطلقوه على اللفظ المنزل الخ اختلفوا فى تعريفه : فمنهم من أطال فى التعريف وأطنب ، بذكر جميع خصائص القرآن الممتازة. ومنهم من اختصر فيه وأوجز. ومنهم من اقتصد وتوسط. فالذين أطنبوا عرفوه (بأنه الكلام المعجز المنزل على النبي صلىاللهعليهوسلم ، المكتوب فى المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته) وأنت ترى أن هذا التعريف جمع بين الإعجاز ، والتنزيل على النبى صلىاللهعليهوسلم ، والكتابة فى المصاحف ، والنقل بالتواتر ، والتعبد بالتلاوة. وهى الخصائص العظمى التى امتاز بها القرآن الكريم. وإن كان قد امتاز بكثير سواها. ولا يخفى عليك أن هذا التعريف كان يكفى فيه ذكر بعض تلك الأوصاف ويكون جامعا مانعا ، غير أن مقام التعريف مقام إيضاح وبيان ، فيناسبه الاطناب لغرض زيادة ذلك والبيان. لذلك استباحوا لأنفسهم أن يزيدوا فيه ويسهبوا.
والذين اختصروا وأوجزوا فى التعريف : منهم من اقتصر على ذكر وصف