إذا النبى الأمى هو النبى المرسل والموجه إلى كل «الأمم» أو بمعنى أصح النبى العالمى.
أما عن الأميين «بالجمع» التى وردت أربع مرات فى القرآن الكريم (١) تعنى البشر من مختلف الأمم أو كل الأمم.
وفى ضوء هذا التفسير يمكن أن نفهم المواضع الأربعة التى أوضحناها كالتالى :
١ ـ قال الله تعالى : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)(٢).
وتفسير هذه الآية أن من بين الأمم من لا يفهمون الكتاب إلا بطريقة جزئية ومزيفة.
وأن الله عزوجل أرسل إلى الأمم رسولا من بينهم أى إنسانا من البشر ليس مجسدا كما يقول النصارى وليس شخصا فوق البشر كما يقول اليهود ، وتفسيرنا ينطبق بشكل «تام» على المواضع الأربعة التى يوجد بها لفظة أميين فى القرآن الكريم.
وتبدو للعين مباشرة عبثية التفسير الذى يجعل من (الأميين) مرادفا للوثنيين (سبرنجر ـ فنسنك ـ بلاشير ... إلخ) خاصة عند ما نقرأ الآية الكريمة (٧٨) من سورة البقرة (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) لأن هذه الآية ستكون حشوا لا فائدة منه.
فالأميون لا يعرفون الكتب المقدسة ، ومن هنا لا يعقل لومهم على فعل كهذا وإلا لكان من الممكن أن نلوم المسيحى لأنه لا يعرف الكتابات البوذية ... وهكذا ختاما نرى أن كلمة «أمى» المنطبقة على النبى محمد صلىاللهعليهوسلم تعنى «عالمى» مرسل إلى جميع الأمم ، وكلمة «أميين» تعنى الأمم كل الأمم.
وربما كان من المفيد أن نتتبع تاريخ هذه الكلمة «أمىّ» واستعمالها لدى الشعراء والناثرين على الأقل خلال القرون الخمسة الهجرية الأولى ، وسوف نرى إلى أى مدى كان لها معنى «الذى لا يجيد القراءة والكتابة».
__________________
(١) سورة البقرة ، آية : (٧٨) ، وآل عمران ، آية : (٢٠ ، ٧٥) ، والجمعة ، آية : (٢).
(٢) سورة البقرة ، آية : (٧٨).