وروى مثله أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقال عبد الله بن سلام : إذا كان يوم القيامة يؤتى بنبيكم صلىاللهعليهوسلم فيقعد بين يدي ربه عزوجل على الكرسي (١).
وقال ابن مسعود وابن عباس ومجاهد في تفسير هذه الآية : يقعده على العرش (٢).
قال ابن عمير : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث مجاهد : «يقعد محمدا على العرش» فقال : قد تلقّته العلماء بالقبول ، نسلّم الخبر كما جاء.
وذكر أبو عبد الله ابن بطة في كتاب الإبانة : قال أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد : لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله تعالى يقعد محمدا معه على العرش واستفتاني في يمينه لقلت له : صدقت في قولك وبررت في يمينك ، وامرأتك على حالها.
[قال](٣) الأستاذ أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره (٤) : هذا تأويل غير مستحيل ؛ لأن الله تعالى كان قبل خلقه الأشياء قائما بذاته ، ثم خلق الأشياء من غير حاجة له إليها ، بل إظهارا لقدرته وحكمته ، وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما شاء بلا كيف ، وليس إقعاده محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية ، ولا مخرجا له عن
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٥ / ١٤٨).
(٢) أخرجه الطبري (١٥ / ١٤٥). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٣٢٨) وعزاه لابن جرير. وقد نقل الشوكاني في الفتح (٣ / ٢٥٢) عن النقاش قوله عن أبي داود السجستاني أنه قال : من أنكر هذا الحديث فهو عندنا متهم ، ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا الحديث.
(٣) في الأصل : قا.
(٤) تفسير الثعلبي (٦ / ١٢٦). وانظر : تفسير القرطبي (١٠ / ٣١١ ـ ٣١٢).