الحق : هو الله تعالى (١).
والمعنى : لو جعل الله مع نفسه شريكا كما يحبّون ويهوون ، (لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ، وهذا المعنى ينظر إلى قوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) [الأنبياء : ٢٢].
وقال الفراء والزجاج (٢) : يجوز أن يكون المراد بالحق : القرآن ، على معنى : لو نزل ما يحبون لفسدت السموات والأرض ومن فيهن.
(بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ) أي : بالكتاب الذي هو ذكرهم وشرفهم.
وقيل : المعنى : أتيناهم بذكرهم الذي كانوا يتمنونه في قولهم : (لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ* لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) [الصافات : ١٦٨ ـ ١٦٩].
(فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) قال ابن عباس : يريد : تولّوا عما جاء به من شرف الدنيا والآخرة (٣).
قوله تعالى : (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ) قرأ حمزة والكسائي : " خراجا فخراج ربك" بالألف فيهما. وقرأهما ابن عامر بغير ألف. وقرأ الباقون : " خرجا" بغير ألف" فخراج" بالألف (٤).
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٨ / ٤٢ ـ ٤٣). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ١١٠) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح.
(٢) معاني الفراء (٢ / ٢٣٩) ، ومعاني الزجاج (٤ / ١٩).
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٩٥) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٤٨٤) بلا نسبة.
(٤) الحجة للفارسي (٣ / ١٨٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٨٩ ـ ٤٩٠) ، والكشف (٢ / ١٣٠) ، والنشر (٢ / ٣١٥) ، والإتحاف (ص : ٣٢٠) ، والسبعة (ص : ٤٤٧).