وقال الزمخشري (١) : هي الكلمة التي يقولها المتعوّذ ، وقد فسّرناها.
وهي هاهنا واقعة على سبيل المجاز ، كأنّ كل واحد من البحرين يتعوّذ من صاحبه ويقول : حجرا محجورا ، كما قال الله تعالى : (لا يَبْغِيانِ) [الرحمن : ٢٠] ، فانتفاء البغي ثمّ كالتعوّذ هاهنا ، جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه ، فهو يتعوذ منه ، وهي من أحسن الاستعارات وأشهدها على البلاغة.
قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) قال علي عليهالسلام (٢) : «النسب» : ما لا يحلّ نكاحه ، و «الصّهر» : ما يحلّ نكاحه (٣).
وقال الضحاك وقتادة ومقاتل (٤) : النّسب سبعة ، والصّهر خمسة ، وقرؤوا : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) ـ إلى قوله تعالى ـ : (مِنْ أَصْلابِكُمْ)(٥) [النساء : ٢٣].
قال طاووس : الرضاعة من الصّهر (٦).
وقال ابن قتيبة (٧) : (فَجَعَلَهُ نَسَباً) أي : قرابة النسب ، «وصهرا» أي : قرابة النكاح.
__________________
(١) الكشاف (٣ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣).
(٢) ساقط من ب.
(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٩٧).
(٤) تفسير مقاتل (٢ / ٤٤٠).
(٥) أخرجه الطبري (١٩ / ٢٦) عن الضحاك. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٩٧).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٨ / ٢٧١٠). وذكره الماوردي (٤ / ١٥١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٩٧).
(٧) تفسير غريب القرآن (ص : ٣١٤).