من أمّ فلان فلانا إماما ، كما تقول : قام قياما ، وصام صياما. ذكر مجموع ذلك الزمخشري (١) وعلي بن فضال.
وقال مجاهد : المعنى : اجعلنا مؤتمّين بالمتقين مقتدين بهم (٢).
فعلى هذا يكون من مقلوب الكلام ، أي : اجعل المتقين لنا إماما.
والأول وجه الكلام.
أخبرنا الشيخ عبد العزيز ابن منينا قراءة عليه وأنا أسمع بباب البصرة قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد ، المعروف بقاضي المارستان الأنصاري ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن [مخلد](٣) البزاز ، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير (٤) إملاء ، حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق (٥) ، حدثنا محمد بن الحسين (٦) ،
__________________
(١) الكشاف (٣ / ٣٠٢).
(٢) أخرجه الطبري (١٩ / ٥٣). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥) وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير.
(٣) في الأصل : خلد. والتصويب من ب ، وتاريخ بغداد (١٤ / ٤١٠).
(٤) جعفر بن محمد بن نصير ، أبو محمد الخلدي ، حج ستين حجة ، أسند جعفر الخلدي عن الحارث بن أبي أسامة وغيره ، وسمع الكثير من الحديث ، ولقي جماعة من المشايخ كالجنيد وغيره ، وتوفي في يوم الأحد لتسع خلون من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (صفة الصفوة ٢ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩).
(٥) أحمد بن محمد بن مسروق ، أبو العباس الصوفي ، ويعرف بالطوسي ، كان معروفا بالخير والصلاح ، توفي في يوم الأحد لعشر بقين من سنة تسع وتسعين ومائتين ، وسنّه أربع وثمانون سنة ـ على ما ذكر ـ ، ودفن في مقابر باب حرب (تاريخ بغداد ٥ / ١٠٠ ـ ١٠٢).
(٦) محمد بن الحسين بن شيخ ، أبو جعفر البرجلاني ، صاحب التواليف في الرقائق ، من أهل بغداد ، توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين (سير أعلام النبلاء ١١ / ١١٢ ، وميزان الاعتدال ٦ / ١١٧).