عزوجل : أخرجوا له صديقه إلى الجنة ، فيقول من بقي : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).(١)
(فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً) أي : رجعة إلى الدنيا. و «لو» هاهنا في معنى التمني ، كأنه قيل : فليت لنا كرّة. ويجوز أن تكون على أصلها ، والجواب محذوف ، تقديره : لفعلنا كذا وكذا.
(فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) المصدّقين بالوحدانية والرسالة.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي قصصنا عليك من نبأ إبراهيم ومجادلة قومه (لَآيَةً) لمن بعدهم ودلالة على رسالتك.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠) * قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (١١١) قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢) إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (١١٥)
قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) قد ذكرنا فيما مضى أن تكذيب رسول
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٥٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ١٣٢). وقد وردت أحاديث كثيرة في شفاعة الرجل للرجل في مجمع الزوائد تدول حول هذا المعنى بأسانيد مختلفة بعضها صحيح وبعضها فيه كلام (مجمع الزوائد ١٠ / ٣٨١ باب شفاعة الصالحين).