صفة لـ" كل أفاك". ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا (١) ، كأنه قيل : [لم تنزّل على](٢) الأفّاكين؟ فقيل : يفعلون كيت وكيت.
والمعنى : يلقون ما سمعوه إلى الكهنة.
(وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ) أي : أكثر الشياطين كاذبون فيما يوحونه إليهم.
أخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تخطف الجن السمع فيرمون ، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم [يقرفون](٣) فيه ويزيدون» (٤).
وقيل : المعنى (٥) : وأكثر الكهنة كاذبون يفترون على الشياطين ويتقوّلون عليهم ما لم يوحوه إليهم.
قوله تعالى : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال ابن عباس : كان رجلان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد تهاجيا ، فكان مع كل واحد منهما غواة من قومه. فنزلت هذه الآية (٦).
__________________
(١) انظر : الدر المصون (٥ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣).
(٢) في الأصل : لم تتنزل إلا على. والتصويب من ب.
(٣) في الأصل : يقترفون. والتصويب من ب ، ومسلم (٤ / ١٧٥٠).
(٤) أخرجه مسلم (٤ / ١٧٥٠ ح ٢٢٢٩) من حديث طويل.
(٥) في الأصل زيادة قوله : وأكثرهم.
(٦) أخرجه الطبري (١٩ / ١٢٧) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٢٨٣٣). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٣٣٣) وعزاه لابن مردويه.