«محمد بن الحسن بن علي ، أبو جعفر الطوسي ، فقيه الشيعة ومصنّفهم ، كان ينتمي إلى المذهب الشافعي ، قدم بغداد وتفقه على المذهب الشافعي ...».
أقول : إنهما أخطئا في هذه النسبة فان شهادتهما باطلة من جهات عديدة :
١ ـ بشهادة الطوسي نفسه حيث يقول حين ترجمته لعُثمان بن سعيد العمريّ ـ وهو أحد النوّاب الأربعة للإِمام الثاني عشر عليهالسلام ـ إنّه كان يزور قبره مُشاهرة منذ دخوله بغداد قادماً من خراسان (١) ، وكان العمريّ من أعيان الإِمامية وعَمَد الشيعة ببغداد ، فمواظبة الشيخ على زيارة قبره مشاهرة من حين دخوله إلى بغداد سنة ٤٠٨ ه ولغاية عام نيف وثلاثين وأربعمائة ينفى كونه شافعياً.
٢ ـ فان جماعة من أعيان الإِمامية ترجموا حياة الشيخ قبل الذهبي والسُّبكي ولم ينسبوه للشافعية ، كالنجاشي المتوفى سنة ٤٥٠ ه وغيره.
٣ ـ صنف الشيخ الطوسي في بدايات دخوله إلى بغداد كتابه الشهير (التهذيب) وهو شرح لكتاب شيخه المفيد في الفقه الإِمامي واستمر في شرحه له إلى عدة أعوام بعد وفاة شيخه عام ٤١٣ ه وهذا ينفى أن يكون خلال هذه الفترة التي امتدّت ما يقارب عشر سنوات شافعياً. هذا فضلاً
__________________
(١) يقول الطوسي في كتاب (الغيبة : ٣٥٨) «قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب : رأيت قبره في الموضوع الّذي ذكره وكان بُني في وجهه حائط وبه محراب المسجد وإلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا ندخل إليه ونزوره مشاهرة وكذلك من وقت دخولي بغداد وهي سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة نيف وثلاثين وأربعمائة).