العالم الدينية (١) ، ولعل الحوزة التي ضمتها مدرسة النجف والتي أنشأها الشيخ الطوسي فيها كانت فتية لأنه في أغلب الظن قد انفصل الشيخ عن تلامذته وحوزته العلمية في بغداد بدليل أنّه لم يكن هربه من بغداد ولجوؤه إلى النجف اعتيادياً ، بل كان فيه مطلوباً مطارداً (٢) ومبتعداً عن الفتن والاضطرابات التي تجددت هناك. وعدا كتاب (الأمالي) فقد اختصر الشيخ الطوسي كتاب (اختيار الرّجال) وهذا الكتاب تهذيب لكتاب (رجال الكشي المعروف ، وقد أخبرنا عنه الشيخ الطوسي بقوله : «هذه الأخبار اختصرتها من كتاب الرّجال لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز واخترت ما فيها» (٣). والظاهر أنّ الشيخ استمر في تدريسه وإلقاء محاضراته حتى أواخر حياته.
فيقول ابن شهريار الخازن ـ من تلاميذ الشيخ الطوسي «حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمهالله بالمشهد المقدس الغروي وعلى ساكنه أفضل الصلوات في شهر رمضان من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة» (٤) وبينما كان الشيخ الطوسي مشغولاً بإعداد كتابه (شرح الشرح) إذ وافته المنيّة فحالت دون إكماله.
يقول الحسن بن مهدي السليقي ـ من تلاميذ الشيخ الطوسي ـ (وإنّ من مصنفاته التي لم يذكرها في الفهرست كتاب (شرح الشرح) في
__________________
(١) العراق في العصر السلجوقي : ٣٧٩.
(٢) مجلة البيان : عدد ٦ السنة الأولى ص ١٣٣ مقالة الدكتور مصطفى جواد.
(٣) فرج المهموم لابن طاوس : ١٣١.
(٤) مُهج الدعوات لابن طاوس : ٢١٨.