وحجّ ، وتوضّأ ، قال : «صلّوا كما رأيتموني أصلي» (١) ، وقال : «خذوا عنّي مناسك دينكم» (٢) ، وقال : «هذا وضوء لا يقبل الله الصّلاة إلّا به» (٣) فأحال جميع ذلك على أفعاله عليهالسلام.
ومنها : الإشارة ، وذلك نحو ما بيّن النّبي عليه وآله السّلام (٤) الشّهر بأصابعه فقال : «الشّهر هكذا وهكذا وهكذا بأصابعه العشرة كلّها» (٥) وأراد بها أنّ الشّهر يكون ثلاثين يوما ، ثمّ قال : «الشّهر هكذا وهكذا وهكذا وقبض إبهامه في الثالثة» (٦)(٥) فبيّن أنّه قد يكون تسعة وعشرين يوما.
وألحق بذلك من خالفنا في القياس والاجتهاد أنّه قد بيّن أحكاما كثيرة بالتّنبيه على طريقة القياس على ما يذهبون إليه ، وذلك عندنا باطل.
وأمّا بيان الله تعالى فقد يكون بالكتابة وبالقول ، لأنّه تعالى كتب في اللّوح المحفوظ ، وبيّن ذلك للملائكة ، وبيّن بخطابه ، وما أنزل على النبيّ عليه وآله السلام (٤) من القرآن لنا المراد ، وبيّن أيضا بأن دلّنا على التّأسّي بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بفعله.
فأمّا (٧) الإشارة ، فلا يجوز عليه تعالى ، لأنّها لا تكون إلّا بالآلات ، والله تعالى ليس بذي آلة ، إلّا أنّه من حيث أوجب علينا الاقتداء بالنبيّ عليه وآله السّلام ، وقد
__________________
(١) المعتبر ٢ : ٢٢٧ ، بحار الأنوار ٨٥ : ٢٧٩ ، صحيح البخاري ، ب ١٨ كتاب الأذان ح ٢٧ ، مسند أحمد بن حنبل ٥ : ٥٣ السنن الكبرى ٢ : ٣٤٥.
(٢) السنن الكبرى ٥ : ١٢٥ «خذوا عنّي مناسككم» ، وأيضا رواه مسلم عن جابر ، والنّسائي بلفظ الأمر «يا أيّها النّاس خذوا عنّي مناسككم».
(٣) من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٨ ح ٧٦ ، ونحوه في كنز العمّال ٩ : رقم ٢٦٩٥٧ و ٢٦٩٣٨.
(٤) صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٥) التّهذيب ٤ : ١٦٠ ح ٢١ و ١٦٢ ح ٣٠ و ١٦٤ ح ٣٨ و ١٦٧ ح ٤٨.
(٦) الثالث.
(٧) وأمّا.