«عبدالعزيز بن السرايا الشيخ العالم الفاضل الشاعر الأديب المنشىء تلميذ المحقّق الحلّي رحمهالله ، كان شاعر عصره على الإطلاق ، أجاد القصائد المطوّلة والمقاطيع ، تطربك ألفاظه المصقولة ومعانيه المعسولة ومقاصده التي كأنّها سهام راشقة وسيوف مسلولة ، دخل مصر سنة ٧٣٦هـ. واجتمع بالقاضي علاء الدين ابن الأثير وابن سيّد الناس وأبي حيّان وفضلاء ذلك العصر فاعترفوا بفضله ثمّ عاد إلى ماردين ، وتوفّي ببغداد سنة ٧٥٠هـ ، له ديوان شعر كبير ، وديوان شعر صغير ، والقصيدة البديعة المذكورة بتمامها في أنوار الربيع ، وقصيدة في جواب قصيدة ابن المعتزّ ، إلى غير ذلك ...».
وقال الشيخ الأميني في الغدير(١) بعد ذكر نسب المترجم له :
«كان في الطراز الأوّل من شعراء لغة الضاد ، فاق شعره بجزالة اللفظ ورقّة المعنى ، وأشفّ بحسن الاُسلوب والانسجام ، وقد تفنّن بمحاولة المحسّنات اللفظية مع المحافظة على المزايا المعنوية ، فجاء مُقدَّما في فنون الشعر إماماً من أئمّة الأدب ، كما أنّه كان معدوداً من علماء الشيعة المشاركين في الفنون ، ففي مجالس المؤمنين عن بعض تآليف صاحب القاموس مجدالدين الفيروز آبادي الشافعي أنّه قال : اجتمعت سنة ٧٤٧هـ بالأديب الشاعر صفي الدين بمدينة بغداد فرأيته شيخاً كبيراً وله قدرة تامّة على النظم والنثر وخبرة بعلوم العربية والشعر ، فقرضه أرقّ من سحر النسيم وأورق من المُحيّا الوسيم ، وكان شيعيّاً قحّاً ، ومن رأى صورته لايظنّ أنّه ينظم ذلك الشعر الذي هو كالدرّ في الأصداف ...».
__________________
(١) الغدير : ١.