ـ عدم استثناء القمّيّين الراوي من رجال نوادر الحكمة :
وكتاب نوادر الحكمة لمحمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري هوكتاب حسن كبير مشتمل على كتاب يعرفه القمّيّون بـ(دبّة شبيب) ، وشبيب فامي ـ بيّاع الفوم ـ كان بقم ، له دبّة ذات بيوت يعطي منها ما يطلب منه ، فشبّهوا هذا الكتاب بذلك لاشتماله على الكتب العديدة ؛ ولأنّه كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولا يبالي عمّن أخذ ـ وإن لم يكن عليه في نفسه طعن في شيء ـ فإنّ القمّيّين محّصوا كتابه ونقّوه باستثناء ما يقارب من ستّة وعشرين رجلاً من مشائخه واعتمدوا على باقي رجاله ، واعتمادهم عليهم مع ما عرف من تشدّد في مسلكهم المفرط في التوثيق والتعديل ، لكن ليس كلّ ما استثناه القمّيّون وضعّفوه يعتدّ بتضعيفهم له ، لتشدّدهم الخاصّ في التعديل والتجريح على رؤية خاصّة في المعارف(١).
ـ كونه من مشيخة الكتب الأربعة وذكر طريق إليه :
فقد جعله غير واحد من طرق المدح باعتبار ما ذكره كلّ من المحمّدين الثلاثة في أوّل كتبهم من أنّهم استخرجوا أحاديث كتبهم من الكتب المشهورة المعوّل عليها والآثار الصحيحة أو المقترنة بقرائن تدلّ على صحّتها ، وإنّ طرقهم إلى تلك الكتب لم يقتصر فيها على التي ذكروها في المشيخة بل عقد كلّ من الصدوق والشيخ الطوسي كتاب فهرست يجمع فيه طرقه إلاّ أنّ الأوّل منهما لم يصل إلينا ، فهذا يدلّ على أنّ من يذكرون الطريق إليه في المشيخة معتمد الرواية والكتاب ومركون إلى كتابه(٢).
__________________
(١) كلّيات علم الرجال : ٢٩١ ـ ٢٩٦ ، بحوث في مباني علم الرجال : ١٣٦ ـ ١٣٧ ، منتهى المقال : ١٩٦.
(٢) بحوث في مباني علم الرجال : ١٦٢ ـ ١٦٥ ، منتهى المقال : ١٩٥ ـ ١٩٧.