صدقه ولا كذبه ، بل المراد هو قدر ما تحمله الشخص من رواياتهم عليهمالسلام ، وهذالا يمكن إحرازه إلاّ بعد ثبوت حجّية قول الراوي وإنّ ما يرويه قد صدرعن المعصوم عليهالسلام(١).
ـ ذكر الطريق إلى الشخص في المشيخة :
وقد جعل بعضهم ذكر الشيخ الصدوق (ت٣٨١ هـ) شخصاً في من له إليه طريق موجباً للمدح وعدّوه من الممدوحين ، إذ إنّ الصدوق كان قد التزم في أوّل كتابه أن يروي عن الكتب المعتبرة المعتمد عليها ، وعليه فيكون صاحب الكتاب ممدوحاً لا محالة. ولكن هذا تخيّل نشأ من قول الصدوق في أوّل كتابه الموسوم من لا يحضره الفقيه : «وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع ، مثل كتاب ...» ، ولكن من الظاهر أنّه يريد بذلك أنّ الروايات المستخرجة مستخرجة من الكتب المعتبرة ، ولا يريد أنّه استخرجها من كتب من ذكرهم في المشيخة وذكرطريقه إليهم(٢).
ـ كون الراوي ممّن اتفق على العمل برواياته :
وردت إشارات من الشيخ الطوسي وغيره من الأوائل على العمل بما يرويه قسم من الرجال بغضّ النظر عن مخالفتهم في المذهب وذلك لأنّهم يروون عن الأئمّة المعصومين عليهمالسلام روايات لا يوجد ما يخالفها من الأئمّة عليهمالسلام ، وعليه اتفق على العمل بروايات هؤلاء الرواة(٣).
__________________
(١) الفوائد الرجالية : ٤٧ ـ ٤٨ ، معجم رجال الحديث : ٧٥ ، بحوث في مباني علم الرجال : ١٥٥ ـ ١٥٨.
(٢) معجم رجال الحديث ١/٧٦ ، بحوث في مباني علم الرجال : ١٦٥ ـ ١٦٦.
(٣) بحوث في مباني علم الرجال : ١٣٥ ـ ١٣٦ ، منتهى المقال : ١٩٦.