يقتضيه الدليل منهج أخذ به الفقهاء المتقدّمون ، فقد آمن المصنّف بصحّة فتاوى الأصحاب خصوصاً في الأخبار العلاجية ، وقد برّر ذلك في مقدّمة ذكرى الشيعة بقوله :
«... ولقوّة الظّنِّ في جانب الشهرة سواء كان اشتهاراً في الرواية ـ بأن يكثرتدوينها أو رووها بلفظ واحد او ألفاظ متغايرة ـ أو الفتوى فلو تعارضا فالترجيح للفتوى إذا علم اطلاعهم على الرواية ، لأنّ عدولهم عنها ليس إلاّ لوجود أقوى. وكذا لو عارض الشهرة المستندة إلى حديث ضعيف حديث قوي فالظّاهر ترجيح الشهرة ، لأنّ نسبة القول إلى الإمام قد تُعلم وإن ضعف طريقه ...»(١).
ونلحظ في منهجية الشّهيد الأوّل ميلاً قويّاً نحو الأخذ بالشهرة الفتوائية أحياناً ، وبالروائية أحياناً أُخرى ، وبالجمع بينهما في مواطن ثالثة.
أ ـ ففي حقل الشهرة الفتوائية يقول في صلاة الجمعة : «ليس من شرط الجمعة المصر على الأظهر في الفتاوى ...»(٢).
ب ـ وفي حقل الشهرة الروائية عندما يعقّب على الخبر الذي يقول بعدم نجاسة الماء القليل إلاّ بالتغيّر يقول : «إنّه معارض بأشهر منه ....»(٣).
ج ـ وفي حقل الجمع بينهما في قوله تعقيباً على عدم وجوب التسليم في صلاة الجنائز مقابل الروايات المضادّة : «إنّها ضعيفة الإسناد مخالفة للمشهور محمولة على التقية»(٤).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ذكرى الشيعة ١ / ٥٢.
(٢) ذكرى الشيعة ٤ / ١٥٤.
(٣) ذكرى الشيعة ١ / ٨٢.
(٤) ذكرى الشيعة ١ / ٤٤٤.