ثانياً : التعليل العقلي : استخدم المصنِّف جوانب في التعليل العقلي في تشخيص الحكم الشرعي أو في تعزيز استنباط الحكم ، ومن ذلك :
أ ـ فقد علّل النهي عن استخدام الأواني المصنوعة من الذهب والفضّة في الوضوء بقوله : «لما فيه السّرف وتعطيل الإنفاق ... لعظم خيلائه وكسرقلوب الفقراء»(١).
ب ـ وعلّل سببية مطهّرية الماء المطلق بالقول : «واختصاصه بإزالة الحدث والخبث من بين المائعات إمّا تعبّداً ـ أيّ لا لعلّة معقولة فيجب الاقتصارعليه ـ أو لاختصاصه بمزيد رقّة وطيب وسرعة اتصال وانفصال بخلاف غيره فإنّه لاينفكّ من أضدادها ، حتّى أنّ ماء الورد لايخلو من لزوجة ، وأجزاء منه تطهر عند طول لبثه ما دام كذلك»(٢).
ج ـ وعلى افتراض عدم وجود الكافور والسدر في تغسيل الميِّت أو كفايته لغسلتين أو واحدة يجزم المصنِّف قائلا : «لو عدمَ الخليط فظاهر كلام الشّيخ الإجزاء بالمرة ، وابن إدريس اعتبر ثلاثاً ، والأوّل أوجه .... ولأنّ المراد بالسدر الاستعانة على النظافة وبالكافور تطييب الميّت وحفظه من تسارع التغيير وتعرّض الهوامّ ، فكأنّهما شرط في الماء»(٣).
٣ ـ منهج كتاب المكاسب :
يعتبر كتاب المكاسب للشيخ مرتضى الأنصاري (ت١٢٨١ هـ) في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ذكرى الشيعة ١ / ١٤٦.
(٢) ذكرى الشيعة ١ / ٧١.
(٣) ذكرى الشيعة ١ / ٣٤٥.