وجاء من بعده وصيّه وخليفته أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقدأغنى الدعاء كلّ الغنى ورصّعه بشذرات زاهية ، فرفد تراث الدعاء بجملة من أدعيته التي ملأت الأسماع ورقّقت الطباع.
ولعلّ أبرز أدعيته عليهالسلام دعاؤه المعروف بـ : دعاء كميل بن زياد رحمه الله ، فقد ورد بأجمل العبارات وأبلغها حتّى ذاع وانتشر ، ولأهمّيته البالغة تناوله الكثير من العلماء بالشرح والتفسير ، ورسالتنا هذه التي نحن على هدى تحقيقها تناولت جملة واحدة من هذا الدعاء ، قوله عليهالسلام : «هيهات ما ذلك الظنّ بك» التي سيأتي الكلام عنها لاحقاً.
وقد قسّمنا مقدّمتنا هذه إلى قسمين :
القسم الأوّل : تناولنا فيه حياة المؤلّف بالترجمة والشرح بشيء من التفصيل من ولادته وحتّى وفاته رحمه الله ، وأعقبنا ذلك بالكلام عن الرسالة ومحتواها ، ثمّ ذكرنا شيئاً عن المخطوط ومنهج تحقيقنا له.
أمّا القسم الثاني : فقد خصصناه لمتن الرسالة الشريفة محقّقاً وفقاً لمقتضى التحقيق العلمي.
ربّنا أنعمت علينا فزد من فضلك
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.