الكاسر من إفاضات تلك المعصومة ، ثمّ إنّ فقرات ذلك الدعاء في كثير من المواضع لايخلو عن إغلاق ، وقد ذكرت بعض فقراتها في تأليفاتنا متفرّقة في المواضع ككتاب مشكلات العلم ، ولكنّي أذكر تلك الفقرات هاهنا فأقول :
قال عليه /٤/ السلام : (فَكَيْفَ يَبْقَى في العَذاب وهو يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ ورَأفتِكَ وَرَحْمَتِكَ ، أمْ كَيْفَ تُؤْلمُهُ النّارُ وهو يأمَلُ فَضْلكَ ورَحْمَتكَ ، أمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لهيبُها وأنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ) ... إلى أن قال في خاتمة تلك الفقرات : (أمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتترُكُه فيها ، هيهات ما ذلكَ الظّنُّ بِكَ)(١) ... إلى آخر الدعاء.
أقول : الكلام في تلك الفقرة الأخيرة يتمّ برسم أمور :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب نزهة الأبرار في نسب أولاد الأئمّة الأطهار وكتاب لواقح الأنوار في طبقات الأخبار ، ومرقدها بقم في إيران ، وحباها الله بكرامات كثيرة.
ينظر : ترجمة تاريخ قم : ٢١٣ ـ ٢١٥ ، ثواب الأعمال : ١٢٤ ح١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢/ ٢٦٧ ح١ ، كامل الزيارات : ٣٢٤ ح١ و ٢ ، علل الشرائع : ٥٧٢ ح١ ، رجال الكشّي : ٣٣٣ ح٦٠٨ و ٦٠٩ ، الكافي ١ / ٥٢١ ح١٥ ، الاختصاص : ٩٨ ، بحار الأنوار ٤٨ / ٢٩٠ ح٩ ، و ٦٠ / ٢١٩ ، و ١٠٢ / ٢٦٧ ح٥ ، مستدرك الوسائل ٢ / ٢٢٧ ح١.
(١) في قوله : (وَهَو يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ وَرَأفتِكَ وَرَحْمتِك ...) نراه يتعجّب من أن يصدرمثل هذا الأمر من الله سبحانه جلّ وعلا ، وهو القائل : مَنْ تَقَرّبَ إلىَّ شبْراً تَقَرّبْتُ إليْهِ ذراعاً ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إليَّ ذراعاً تَقَرّبْتُ إليهِ باعاً ، وَمَنْ أتاني مَشْياً أتيْتهُ هَرْوَلَة.
المبسوط : للسرخسي ٢٨ / ١١١ ، فقه السنّة ١ / ٥٧٩ ، شرح أصول الكافي ١٠ / ٣٥٩ ، مستدرك الوسائل ٥ / ٢٩٨ ح٤ ، أسرار العارفين : ٣٧٧.
ـ أمّا قوله : (هيهات ما ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ) ففي هذه العبارة تحريض على حسن الظنّ بالله عزّ وجلّ كما هو صريح جملة من الأخبار ، أسرار العارفين : ٣٨٣.