أجمعين ، فبذل فيها جهده وجدّه واستفرغ لها وكده وكدّه ، فلمّا شرفت بصحبته حديثاً بعد أن كانت الأخوّة بيني وبينه قديماً ، وفاوضته في فنون من العلوم العقلية والنقلية ، فوجدته بحراً زاخراً من العلم لايساحل ، وألفيته حبراًماهراً في الفضل لا يناضل ...»(١).
عصره :
عاصر الشيخ ملاّ مسيحا بعض ملوك الدولة الصفوية الّتي تبنّت المذهب الإمامي في إدارة البلاد ، فقد كانت ولادة الشيخ سنة ١٠٣٧هـ في أوج عظمتها ، فقد اهتمّ الملك الصفوي الشّاه حسين اهتماماً كبيراً بالعلم والعلماء ، وفي هذه المدّة بدأ الاهتمام بالتأليف والترجمة ، وكذلك بالأعياد والمناسبات الدينية وبالأخصّ بعيد الغدير الأغرّ ، ورغّب إلى علماء عصره أن يؤلّفوا رسائل خاصّة في هذه المناسبة وما أُثِر عن العترة الطاهرة في هذا اليوم من مسنونات وأعمال وأدعية وزيارات ، فألّف جمع منهم رسائل مفردة في هذا اليوم وذكروا في المقدّمة اهتماماته في هذا العام ، وفي تلك المدّة توسّعت حركة الترجمة وقد التفت الشيخ المجلسي إلى أهمّية ترجمة النصوص الدينية الحديثة ، وشرحها إلى اللغة الفارسية بغية نشر الوعي الديني في صفوف جماهير الأُمّة(٢).
مواهبه :
كان رحمه الله عالماً فاضلاً أديباً شاعراً باللسانين العربي والفارسي ، منشئاًبليغاً ماهراً فيه وفي الأدب العربي والفارسي والبلاغة والفلسفة والفلك والرياضيات والعلوم الإسلامية ، مؤلّفاً مدرّساً فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ينظر بحار الأنوار ١٠٧ / ١٤٠.
(٢) ينظر نشوء وسقوط الدولة الصفوية : ٢٣٩.