القسم وقال انّه قسم برأسه وهو امر شايع ذائع وليس ببديع واحتمل ان يكون من هذا القبيل المقادير بناء على كونها حقيقة في القدر المشترك بين التّام والنّاقص الّذي يساوق التّام في الفائدة المقصودة وعد منه وضع اكثر المركّبات بناء على اطلاقها على النّاقص وقال في توضيح مرامه انّ الواضع قد يلاحظ معنى ويضع اللّفظ بازائه من حيث كونه ذلك المعنى كما اذا وضع لفظا للانسان من حيث انّه انسان ويتّبع الوضع ذلك المعنى وقد يلاحظ معنى ويجد فيه معنى آخر ويضع اللّفظ بازائه لا من حيث كونه ذلك المعنى بل من حيث اشتماله على ذلك الأخر ثمّ شرع في المثال له من العرف والشّرع وبالتامّل في كلامه يظهر صدق ما افاده المصنّف ره من انّه يتصوّر الفرد تصوّر معنى آخر وهو العام ووضع اللّفظ بلحاظه فت جيّدا
[في وضع الأعلام :]
قوله : لوضع الأعلام اقول المعروف عندهم انّ العلم ما وضع للشيء مع جميع مشخصاته وقد اعترض انّ المشخّصات للشّيء تختلف باختلاف الخصوصيات انّا فانّا من الهرم والسّمن والهزال وغيرها فيلزم امّا ان يكون الأوضاع متعدّدا فيكون مشتركا لفظيّا لجميع تلك الخصوصيّات او يكون الموضوع له هو القدر المشترك بين جميعها فيكون الموضوع له كليّا فيخرج من القسم الخاص من الوضع ويدخل في تحت كليّة الموضوع له وقد يقال لدفع ما ذكر انّ الواضع لاحظ المشخّصات بما يمنع به تصوّر الشّخص عن وقوع الشّركة مثلا فوضع العلم لذلك الشّيء مع تلك المشخّصات الّتى جعل هذا المفهوم الكلّى مرآتا لملاحظتها فلا يضرّ تفاوت المشخّصات زيادة ونقصانا فلا يلزم تعدّد الأوضاع ولا كليّة الموضوع له ولكنّه على هذا يصير العلم من قبيل القسم الأخر وهو كون الوضع عامّا والموضوع له خاصّا ويمكن ان يقال انّ منشأ التوهم هنا هو توهّم انّ المشخص لزيد مثلا هو الخصوصيّات اللاحقة به والعوارضات الّتى تتجدّد عروضه له بتوالى السّاعات والأزمان وقد يسمّى تلك العوارضات بما به التشخص وليس شيء منها داخلا في قوام الشّخص من حيث هو شخص بل هى عوارض خارجة من الشّخص يتوقّف عروضها على صيرورة الشّخص شخصا فلذا ترى بالضّرورة انّ هذه الاختلافات بتلك العوارضات انّما وقعت لزيد وكان الّذى وضع له اللّفظ متّحدا في جميع تلك الحالات بلا مسامحة عرفيّة بل العقليّة وكيف كان فلمّا كان الماهيّة من حيث هى هى نفس تصوّرها غير مانعة من الشّركة والشّخص منها نفس تصوّرها مانعة فلا محاله يكون ذلك لدخل شيء مع الماهيّة بسببه يكون المجموع كذلك وليس هو الّا الوجود الخاص الّذى به يمتاز الماهيّة عن ساير وجوداته ويكون ذلك عينا له في الخارج وزائدا عليها في الذّهن وشخصيّته انّما هو بنفسه وليس له كلّى وماهيّة محتاجة في التشخّص الى شيء آخر زائد على ذاته او يكون هنا شيء آخر كالوجود والغرض انّ كل ما يتوقّف الإنسان عليه من الجسميّة الخاصّة بوجود خاص هو الموضوع له للاعلام بلا خصوصية للعوارض الّتى بها يحصل الاختلاف في الخارج