ما ذكر من الاحتياج الى تعدّد اللّحاظ لو سلم لزومه فلا يندفع بجعل اللّحاظ الألى من طور الاستعمال واعتباراته كما هو مختاره على ما سيشير اليه فانّ تحقّق هذا اللّحاظ عند الاستعمال لازم لغرض كونه من اعتباراته اللّاحقة له والاستعمال كما يتوقّف اختياريّته على لحاظ المستعمل فيه كذلك يتوقف اختياريّة طوره واعتباره على اللّحاظ والّا لم يكن اختياريّا بالنحو المزبور وملاحظة هذا اللّاحق يعنى طوره واعتباره موجب لتعدّد اللّحاظ وهو عين ما جعله باطلا وثالثا اللّحاظ الآلي التّبعى لا يمكن ان يلاحظ استقلاليا نفسيّا والّا لا نقلّب استقلاليّا وذلك لما عرفت من فناء اللّحاظ الآلي تحت ما جعل آلة لتعرّفه وحالة له ومع كونه فانيا لا يمكن لحاظه وتصوّره ولا يخفى ان هذا اشكال عليه على الزامه بلزوم اللّحاظ الأخر على قوله من كونه من طوارى الاستعمال فيكون في الطّول من الإشكالين لا في عروضهما وفي الحقيقة هذا وجه آخر بفساد لحاظ آخر للحاظ الآلي سواء كان ذلك اللّحاظ الآلي جزء للمستعمل فيه او من طوارى الاستعمال ويستفاد من كلامنا سابقا ولاحقا الى هنا فساد اللّحاظ للّحاظ من وجوه ثلاثة فتدبّر.
السّادس : قوله مع انّه يلزم ان لا يصدق على الخارجيّات لامتناع صدق الكلّى العقلى عليها حيث لا موطن له الّا الذّهن فامتنع امتثال مثل سر من البصرة الخ وفيه اوّلا انّ الموضوع له والمستعمل فيه ليس الّا الابتداء الذّهنى الملحوظ آلة للغير بحيث يكون الذهنية ماخوذة فيه على وجه مقوّمية وفصلا مقسما مقابلا للابتداء الخارجى (١) اى طبيعته الملحوظة في الذّهن على وجه يكون قيد اللّحاظ الذهنى خارجا وإن كان التّقييد به داخلا وهو بذاك المعنى قابل للايجاد في الخارج ضرورة امكان الامتثال بالنّسبة الى السّير الخارجى الّذى جعل المستعمل في لحاظه ابتدائه الخارجى آلة له وآلة لتصوّره بل الملحوظ هو الابتداء الّذي وجد في الخارج يعنى الطبيّعة المقيّدة بمطلق الوجود والماتى به في الخارج هو ذلك والحاصل انّ الموجود في الذهن إن كان قيد وجوده في الذّهن بخصوصيّة ملحوظا مع الموجود فيه لا يكاد يصير مامورا به لامتناع وجوده بهذا الوجه في الخارج وامّا إن كان لوحظ نفس الموجود فيه من غير اعتبار للوجود فيه وإن كان مقيّدا به فهو عين الموجود في الخارج وامّا إن كان لوحظ نفس الموجود فيه من غير اعتبار للوجود فيه وإن كان مقيّدا به فهو عين الموجود في الخارج وممّا يكن الأمر به كما هو واضح وثانيا لو سلمنا انّ المأخوذ فيه هو اللّحاظ الذّهنى على وجه يكون الموضوع له للفظة من صرف الابتداء التّصورىّ الذي لا تحقّق له الّا في ظرف الذّهن والتصوّر لكنّه لا نسلّم وقوعه متعلّقا للتّكليف بخصوصيّة الخاصّة الدّاخلة في معناه الموضوع له وإن كان مستعملا فيها الّا انّه لا يراد التّكليف بها بل متعلّق التّكليف هو متعلّق هذا المعنى الّذى جعل فانيا فيه وآلة له كما انّه في قولنا جئنى بهذا ليس متعلق التّكليف الّا الذات المشار اليه لا بعنوان تعلّق الإشارة الذّاتيّة اليه بحيث يكون الخصوصيّة جزء
__________________
(١) وإن كان الأمر على الفرض كما ذكره من امتناع وجوده الخارجى بل هو الابتداء الخارجى