والصّورة ونفس تلك الصّورة من حيث فنائها فايّهما من الصّورة او ذى الصّورة يكون موضوعا له فغير مبرهن فلا مثبت لأحدهما ولقائل ان يقول ان حصول الصّورة في الذّهن عبارة عن العلم والموجب لحصول الصورة قد يكون رؤية المعنى الخارجي بان يدركه البصر فينتقش في الذّهن فيسمّى هذا بالعلم او يبصر او يسمع ما يكون بمنزلته ومرتبة من وجوده اعنى اللّفظ فاللّازم اوّلا جعل العلقة بين نفس اللّفظ والمعنى الخارجى بحيث من مشاهدته يشاهد المعنى فكلّ من مشاهدة المعنى يحصل العلم به وهو الصّورة فكذلك من مشاهدته فكون الغرض التّفهيم والتفهّم موجب لأن يكون الموضوع له والّذى يكون اللّفظ فانيا فيه هو المعنى الخارجي ومن الواضح انّ العلم ليس سببا للامور الخارجيّة بل مشاهدة الأمر الخارجى موجب لحصول الصّورة نعم لو كان الموضوع له هو الصّورة الحاصلة في ذهن المتكلّم يكون له وجه الّا انّ من العلم بحصول الصّورة في ذهن المتكلّم لا يحصل التّفهيم والتّفهم بالنّسبة الى الخارجيّات اذ لا سببيّة واقعيّة بينهما نعم يحصل التّفهيم والتفهّم بالنّسبة الى الصّورة لا بالنّسبة الى ذى الصّورة وذلك واضح فتلّخص انّ تماميّة المقدّمتين موجب لعدم تماميّة دليل الخصم بوجه ثانيها انّ التسمية تدور مدار الصّور مع عدم اختلاف الشّيء في الخارج بوجه فلو لا انّ الموضوع له هو الصّور لما اختلفت التّسمية امّا الأوّل فانّك اذا رايت شبحا أفظننت انّه انسان سمّيته بالإنسان واذا زال الظّن واعتقدت انّه شجر سمّيته بالشّجر فالشّبح مع كونه واحدا غير مختلف فيه اختلفت التّسمية وامّا الثّاني فلانّه لا اشكال في انّ التّسمية مختلفة وليس هنا اختلاف في الواقع نعم اختلاف في الصّور الذّهنيّة فلا بدّ ان يكون الموضوع له هو الصّور لأنّ الألفاظ غير مترادفة ولا مجاز هنا بالفرض فالمعانى المختلفة لا بدّ ان يكون تلك الصّور ويتلوه ما قد يقال بانّه ثالث الوجوه وهو انّها لو كانت موضوعة بازاء الأمور الخارجيّة لزم امتناع الكذب بل الصّدق في الأخبار اذ ليس ما وضع له اللّفظ ح الّا الأمور الموجودة في الخارج واذا كان اللّفظ مستعملا في معناه وكان ذلك موجودا في الخارج كان ذلك عين معناه والّا فلا معنى له اصلا وعلى اىّ حال لا يكون هنا صدق ولا كذب وهو مطابقة المعنى للخارج وعدمها اذا لمطابقة وعدمها انّما هى بين الشّيئين ولا معنى لمطابقة الشيء لنفسه وعدم مطابقتها والجواب انّ استعمال الألفاظ في معانيها لا بدّ من كشف المعنى عند المستعمل ولو بطريقيّة الاعتقاد اذ ما دام لم يعتقد المعنى ولم يره لا يعقل الاستعمال اى اعماله وافناه في المعنى وذلك لا يستلزم دخله في الموضوع له ولا يستلزم ايضا كون المعتقد واقعا لأن اعتقاد وقوع الشىء في الخارج لا يستلزم واقعيّته كما لا يخفى فلو كان الموضوع له هو الوجود الخارجي ففي صورة المخالفة وان لم يكن الموضوع له محقّقا الّا انّه مستعمل في المعنى الواقعي لأن الاستعمال فيه وارادته لا يستلزم واقعيّته على ما تقدّم فوجود الخارجى الّذي هو