وعاؤها العقل وغيره من المدركات كالكليّات ومنها وعائها التّقدير والفرض كشريك البارى والحاصل انّ الواقعيّات والماهيّات بحسب اوعيتها المختلفة القابلة لأن يوجد في ذلك الوعاء والقابلة لأن يتّصف بالعدم فيه هى الموضوع لها للالفاظ بلا دخل شيء فيه من الوجود في الخارج او في الذّهن بحيث كان تمام الموضوع او جزئه او قيده ولا نقول بانّ الموضوع له هو المعانى المهملة المعرّات بما هى هى حتّى يكون الموضوع له هو الماهيّة حتّى في حال وجودها في الذّهن اعنى القدر المشترك في الوعاءين كما قد يقال لأنّ المتبادر من الموضوع ممّا يكون وعائه الخارج هو الماهيّة الخارجيّة القابل لأن يوجد فيها وان لا يوجد لا الاعمّ منه ومن الوجود في الذّهن حتّى يكون فهم الوعاء من القرينة او الخارج مثلا لو قلنا ان زيدا شيء فالمراد بالموضوع ليس الماهيّة أعمّ من الذّهن او الخارج بل نعلم ان طرف الحمل هو الخارج من ذات الموضوع من غير قرينة وذلك واضح لمن تامّل وراجع وجدانه وكذلك ليس الموضوع له هى المعلومات منها ولا دخل للعلم فيه بوجه وقد اختلف كلمات القوم في الموضعين الموضع الأوّل قد يقال بانّها موضوعات للماهيّات بما هى هى الّتى قد تكون موجودة في وعاء الخارج وقد يكون معدومة في ذلك الوعاء وقد يكون موجودة ومعدومة في وعاء الذّهن ولا يخفى عليك انّه على هذا القول لا بدّ ان يستفاد ظرف الحمل من الخارج او الذّهن وهو خلاف المتبادر حتّى في مثل لو قلنا زيد موجود لا يتوهّم متوهّم انّ مفاده زيد موجود في الذّهن اى متصوّر او انّه اعم منه ومن الخارج والمكابر مكابر لوجدانه وقد يقال بوضعها للماهيّات الموجودة بدخل الوجود فيها وذلك قد يكون الوجود الّذى له دخل في الموضوع له هو الوجود الذّهنى بان يكون الموضوع له هو الصّور الذّهنيّة وسبب هذه الدعوى وجوه ذكرها بعض المحقّقين احدها انّ وضع الألفاظ للمعانى انّما هو لأجل التّفهيم والتّفهم ومن البين انّ ذلك انّما يكون لحصول الصّور في الذّهن فليس المفهوم من الألفاظ الّا الصّور الحاصلة وهى الّتى ينتقل اليها من الألفاظ فتكون الألفاظ موضوعة بازائها وهى مرآة لملاحظة الأمور الخارجيّة وآلة لمعرفتها ولا يخفى عليك انّ التّفهيم والتفهّم انّما هو بحضور الصّور في ذهن المخاطب لا المتكلّم اذ ايجادها الصّورة فى ذهنه انّما يكون بلحاظ الموجد تفهيما وبلحاظ الأخر تفهّما لأنّ الفهم كالعلم هو الصّورة الحاصلة في ذهن المخاطب لا الحاصلة في ذهن المتكلّم ثمّ لا يخفى عليك ان كون الصّور موضوعا له تارة تكون من حيث انفسها وتارة تكون بلحاظ كونها آلة ومرآة للامور الخارجيّة وعلى الثّاني يكون الموضوع له هو الصّورة بلحاظ فنائها في الأمر الخارجي وظاهر هذا الاستدلال كونها موضوعا لها على الوجه الثّاني دون الأوّل وح يردّ عليه انّا سلّمنا المقدّمتين اى وضع الألفاظ للتّفهيم والتفهّم ويكون ذلك بحصول الصّورة الّا انّها لا ينتج المقصود لأنّ المراد تفهيم وتفهّم المعانى الخارجيّة الواقعيّة وذلك يكون بايجاد صورها فهنا امران المعنى الواقعى الّذى فهمه بالمراة