الفعليّة ممّا تستعمل تارة في الإنشاء وتارة في الأخبار فنقول انّهما من الأعراض الّتى يتعلّق بالاستعمال فتارة يقصد من استعمالها كشفها وحكايتها عن النّسبة الواقعيّة وتارة يكون الغرض غير جهة الكشف فالأوّل هو الأخبار والثّاني هو الإنشاء وعلى هذا لا يكون استعمال الجملة في الإنشاء من المجاز اصلا خلافا لظ كلام بعض المحقّقين حيث التزم بالمجازيّة مع القول بكونها في المفردات لا في اصل الجملة اى المركّب الثاني انّ الجملة اذا كان المقصود منها جهة كشفها يختلف الغرض منها من حيث ان يكون الغرض منها تارة نفس الحكم وتارة لازمه وتارة غير ذلك ولا يخفى عليك ان جهة الحكاية ليست مختصّة في الجملة بل تأتي ذلك في استعمال المفردات ايضا اذ كلّ لفظ موضوع له جهة حكاية وكشف عن معناه الثالث انّ الجملة اذا كان المقصود منها غير جهة الكشف يكون على انحاء منها ان يكون الغرض منها البعث او الطّلب او اظهار الطّلب ممّا فيل في هيئة اضرب على ما سيجيء الكلام انش وذلك مثل يرحمك الله يعنى اللهمّ ارحمه حيث انّ المفاد منها مفاد صيغة الأمر كما هو الغالب في موارد استعمالاتها في الأخبار وذلك القسم يترتّب عليه ما يترتّب على صيغة افعل من اختلاف الأعراض في البعث او الطّلب كالتّهديد والتّعجيز وغيرهما من الأغراض المترتّبة عليها على ما سيجيء توضيحه انش ومنها ان يكون الغرض منها مجرّد الالتزام بالفعل كما في الوعد مثل قولك في مقام الوعد اعطيك حيث ان مفاده انشاء الوعد اى الالتزام بالفعل ومنها ان يكون الغرض منها تحقّق المسند في الخارج وحدوثه كما في قولك بعتك او انكحتك وامثالهما حيث ان المستفاد منها احداث المحمولات في الخارج وإن كان باتيان منشأ انتزاعهما وهو نفس الألفاظ الصّادرة بقصد احداثها اذ تلك الألفاظ المقرونة بالقصد الكذائى منشأ الانتزاع لتلك الأمورات الانتزاعيّة عنه العقل او العرف فان قلت كيف يقصد جعلها مع انّها غير مجعولة الّا بالتّبع قلت لا مانع منه بعد الإمكان من الجعل ولو بالتّبع اذ يعلم انّها يحصل بذلك القصد ولو كان بسببيّة اللّفظ الصّادرة منه في المقاوم صحّة نسبة الجعل الى الأمر الانتزاعي ممّا لا يقبل الإنكار
[الأمر] الثّاني : انّ الإنشاء كما يكون غرضا في الجملة كذلك قد يكون غرضا في المفردات كما لعلّ الأمر يكون كذلك في مثل حروف النّداء وعدّ بعض المحقّقين من هذا القسم الأسماء الإشارة والأفعال الإنشائيّة بالنّسبة الى وضعها النّسبى والحروف المشبّهة بالفعل ونحوها فانّ كلّا من الإشارة والنّسبة الخاصّة والتّأكيد حاصل من استعمال هذا واضرب وانّ في معانيها فمفاد تلك الألفاظ ايجاد معانيها الأفراديّة في الخارج نظير الإنشاءات في المعانى التّركيبيّة انتهى فت
[الأمر] الثالث : قد ظهر ممّا مرّ ما هو التّحقيق في وضع الألفاظ وهو انّه موضوعة بازاء المعاني النّفس الأمريّة والمراد بها هى الحقائق الواقعيّة بما لها من الوعاء وتوضيح ذلك انّ الواقعيّات والماهيّات القابلة للوجود والعدم الّتى قد تكون موجودة وقد تكون معدومة بحسب وعائها لأنّ وعائها مختلفة فمنها وعاءها الخارج فوجودها الذّهنى وان قلنا بانّ الأشياء بحقايقها موجودة في الذّهن غير موضوع له وكذا لو وجد في وعاء آخر غير الذّهن ومنها