الخبر والإنشاء حتّى يكون الموضوع له في الجملة الخبريّة مغايرا لما هو الموضوع له في الإنشاء او ان تلك الخصوصيّة انّما هى خارجة عن الموضوع له ونشأت من غرض الاستعمال بلا دخل له في الموضوع له والمستعمل فيه والأوّل يتصوّر على وجهين الأوّل ان يكون مدلول الجملة الخبريّة اى النّسبة او الهيئة هو الأعلام والحكاية عن الواقع فيكون مفاد زيد قائم احكى قيام زيد في الخارج او اعلم به واخبر عنه ونحوها من المفاهيم ومفاد الهيئة الإنشائيّة نحو اضرب أنشئ الطّلب او اوجده ونحوهما في المفاد ولسنا نلتزم في ذلك المقام ان لا يكون ذلك لوضع التّركيبى بل لك ان تجعله من وضع المركّب والثّاني ان يقال انّ النّسبة الخبريّة موضوعة بازاء النّسبة الذّهنيّة بوصف كشفها عن الواقع فيكون الموضوع له النّسبة الذّهنيّة الكاشفة عن الخارج بوصف كشفها والنّسبة الإنشائيّة موضوعة للالتزام الذّهني بتحقّق مدلول الكلام ويمكن ان يقال بانّ في الإنشاء يكون النّسبة موضوعة بازاء التزام القلبى بخلاف النّسبة الخبريّة فانّ الحكاية خارجة عنه وكيف كان لك ان تقول انّ الأوّل من الوجهين ممّا ينكره الوجدان والتّبادر حيث ان الحكاية والأعلام بمفهومهما ممّا لا يستفاد من الجملة لا من الجملة لا من الموضوع ولا من المحمول ولا من النّسبة ولا من الهيئة التركيبيّة والّذى يمكن ان يقال انّ النّسبة اللّفظيّة انّما هى موضوعة بازاء النّسبة النّفس الأمريّة كلفظ الموضوع والمحمول حيث انّهما ايضا موضوعان بازاء ذات المعنى القابل لأن يتّصف بالوجود والعدم بان يقال انّه موجود او معدوم والنّسبة كذلك فيقال انّ النّسبة ثابتة او ليست بثابتة فليس موضوعا للصّور الذّهنيّة ولا للمعانى المعلومة فالعلم والجهل والتّصور وغير ذلك خارج عن حقيقة المعنى وانّما تضاف تلك الأمور اليه لوضوح ان يقال المعنى مجهول او معلوم متصوّر او غير متصوّر موجود في الخارج او معدوم فيه فذات المعنى الموضوع له هو الّذي يضاف اليه تلك الأمور بلا مدخليّة لشىء منها في ذات المعنى الموضوع له وخصوصيّة كلّ منها خارج عنه ففى قولك زيد قائم وليس زيد بقائم يكون واحدا ولو كان مفاد النّسبة نفس الوجود لكان اللّازم التّناقض في مدلول زيد قائم اذ هو مثبت وكلمة ليس الدّاخلة عليه يكون منفيّا فيلزم التّناقض فينتج انّ زيد قائم مدلوله ليس الّا نفس الرّبط الحاصل بين القيام وزيد القابل لأن يثبت وينفى فبكلمة ليس وامثالها يستفاد النّفى وبالإطلاق يستفاد الأثبات فاذا قيل زيد قائم وفي الواقع ليس بقائم يكون المعنى المستفاد من النّسبة معدوما في الخارج ودلّلت عليه بوجوده في اللّفظ فالمعنى المستفاد من اللّفظ معدوم في الخارج الّا انّه ليس للّفظ هنا معنى ويكون اللّفظ ح خاليا عن المعنى اذ فرق واضح بين كون معنى اللّفظ معدوما في الخارج وبين عدم المعنى له اصلا فالقضيّة الكاذبة لا يكون فيها اخلاء اللّفظ عن المعنى بل معنى اللّفظ متلبّس بخلاف ما يستفاد من الكاشف وذلك واضح بعد ما ذكرنا وامّا النّسب الإنشائيّة فهى على قسمين قسم من قبيل اضرب ممّا هو ممحّض في الإنشائيّة فهو لسنا بصدده فعلا وامّا النّسب الإنشائيّة من نحو الجمل الاسميّة و