الرومي المتقدّمة وقال بعدها فأحسن ابن سناء الملك اتّباعه بقوله : أعددتكم لدفاع كلِّ ملمّة ... إلى آخر الأبيات الثلاثة.
والعجب من هذين الأديبين اللذين لم تزل مؤلّفاتهما من أهمّ المصادر والمآخذ في الأدب والمعاني والبيان كيف وقعا في مثل هذا الخطأ ، فنسب الأوّل الأبيات التائية الثلاثة للخفاجي ، والثاني نسبها لابن سناء الملك ، وهي لا لهذا ولا لذاك وإنّما هي من قصيدة تناهز الـ (٢٥)
بيتاًللشريف الرضي مثبتة في حرف التاء من ديوانه قالها عند خروجه إلى واسط لتلقِّي والده وقد عاد من فارس عام (٣٩٥هـ) أوّلها :
قد قلت للنفس الشعاع أضمُّها |
|
كم ذا القراع لكلِّ باب مُصمتِ |
ومنها :
قل للذين بلوتهم فوجدتهم |
|
آلا وغير الآل ينقع غُلّتي |
تأبى الثمار بأن تكون كريمة |
|
وفروع دوحتها لئام المنبتِ |
فلأرحلنَّ رحيل لا متلهّف |
|
لفراقكم أبداً ولا متلفّت |
يا ضيعة الأمل الذي وجّهته |
|
طمعاً إلى الأقوام بل يا ضيعتي |
وإنّ ابن سنان إبراهيم الخفاجي ولد في الأندلس عام (٤٥٠هـ) بعد وفاة الرضي ببضع وأربعين سنة وتوفّي عام (٥٣٣هـ) ، وكذلك ابن سناء الملك هبة الله السعدي مصريّ المولد والوفاة ، فقد ولد عام (٥٥٠هـ) وتوفّي عام(٦٠٨هـ) أي بعد وفاة الرضي بـ : (٢٠٤) سنين ، فكيف تصحّ نسبة الأبيات لواحد منهما وهي مثبتة بديوان الشريف الرضي الذي دوِّن في