ـ ٥ ـ
وقرأت في كتاب الكشكول للشيخ بهاء الدين العاملي (ص٤٢) ط مصر هذه الأبيات وقد نسبها لأبي نصر الفارابي :
ما إن تقاعد جسمي عن لقائكم |
|
إلاّ وقلبي إليكم شيِّقٌ عجل |
وكيف يقعد مشتاقٌ يحرِّكه |
|
إليكم الباعثان الشوق والأمل |
فإن نهضت فمالي غيركم وطرٌ |
|
فكيف ذاك ومالي عندكم بدل |
وكم تعرَّض لي الأقوام بعدكمُ |
|
يستأذنون على قلبي فما وصلوا |
ثم أعادها بتمامها في نفس الكتاب (ص٢٠٣) للمعلّم الثاني أبي نصر الفارابي ، ومن الغريب أن يقع شيخنا الجليل البهائي في مثل هذا الوهم على طول باعه وسعة اطّلاعه فإنّه خرِّيت صناعتي العلم والأدب فينسب هذه الأبيات للفارابي وهي من أشهر مقاطيع الشريف الرضي ومثبّتة في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة من ديوانه ، وإليكها بتمامها لتعرف ما طرأ عليها من النقص والتحريف نقلاً عن الديوان (ص٣٩١) :
وما تلوَّم جسمي عن لقائكم |
|
إلاَّ وقلبي إليكم شيِّقٌ عجل |
وكيف يقعد مشتاقٌ يحرِّكه |
|
إليكم الحافزان الشوق والأمل |
فإن نهضت فمالي غيركم وطرٌ |
|
وإن قعدت فمالي غيركم شغل |
لو كان لي بدلٌ ما اخترت غيركم |
|
فكيف ذاك ومالي منكم بدل |
وكم تعرَّض لي الأقوام قبلكم |
|
يستأذنون على قلبي فما وصلوا |