وإذا ثويت على الصعيد معفّرا |
|
فلربّ ثاو دونه الجوزاء |
شيخ على التسعين أربى عمره |
|
عن متنه ما زلّت الأعباء |
تلك السنون الحافلات بوعيه |
|
دوّى لها صوت ورنّ نداء |
طوراً تتوّج بالجهاد جبينه |
|
ألقاً وطوراً بالكتاب تضاء |
وعلى كلا الحالين قد نهضت به |
|
قِيَمٌ وقامت همة شماء |
لم ينحرف خطواً ولم تقصر به |
|
سبل ولم تعصف به نكباء |
مترسماً سنن الطريق وحوله |
|
العقبات والصدمات والأقذاء |
يا قائد الفكر الوهوب إلى العلى |
|
بالعزم فكرك واهب معطاء |
ما كان بالأمر اليسير إمامة |
|
روحية وقيادة عصماء |
ألقت على كفّيك عبئاً فادحاً |
|
فنهضت لا برم ولا إعياء |
لله درّك ألمعيّاً ثاقباً |
|
قفزت به قدسية وإباء |
وموجّها خصب الشعور وناقداً |
|
عفّ العواطف يرتئي ويشاء |
ومجرّباً خبر الأمور دراسة |
|
حتّى تشعشع رأيه الوضّاء |
جمع القديم إلى الحديث بحكمة |
|
قطفت ثمار نتاجها الحكماء |
فَكَأَنَّ رسطاليس خدن حديثه |
|
وكَأَنَّ سقراطاً به حَدّاءُ |
ويلوح للكنديّ مرهف فكره |
|
ومن ابن سينا تشحذ الآراء |
وترى إلى جنب الرضيّ المرتضى |
|
وعن المبرّد يصدر السفراء |
هذا سبيل الواهبين وهكذا |
|
تبني الخلود القادة الأمناء |
وقد أرّخ وفاته العلاّمة المحقّق السيّد عبد الستّار الحسني البغدادي